عقدت وزارة البيئة والمياه والزراعة ورشة عمل “آفة دودة الحشد الخريفية”، في فرعها بمنطقة عسير، بهدف التعريف بمرض دودة الحشد، والإجراءات المتبعة لمكافحته ومنع انتقاله. وتضمنت محاور الورشة تعريف المختصين في الوزارة بمرض دودة الحشد الخريفية وأثرها السلبي على المحصول الزراعي، وكذلك التعريف بأعراض الإصابة به وطرق تفادي حدوثه وانتقاله للمملكة، إضافة إلى تسليط الضوء على العائل الناقل لهذا المرض، والإجراءات المتبعة لمكافحته والحد من انتشاره. وأوضح أستاذ تصنيف الحشرات والمشرف على متحف جامعة الملك سعود لمفصليات الأرجل الأستاذ الدكتور هذال آل ظافر، في محاضرة له ضمن أعمال الورشة، أن دودة الحشد الخريفية تعد آفة غازية عابرة للقارات، مشيراً إلى أنها انتشرت من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بالأمريكيتين والمناطق الجنوبية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم انتقلت إلى إفريقيا في العام 2016م عن طريق السفن أو الطائرات، وأصبحت خطراً يهدد معظم الدول الإفريقية، مبيناً أنها دخلت الهند واليمن في منتصف مايو 2018م. وذكر آل ظافر أن لهذه الحشرة قدرة كبيرة على الطيران لمسافات طويلة، حيث تقطع في الليلة الواحدة حوالي 100 كم، مشيراً إلى بعض الصفات المظهرية التي تميز هذه الحشرة وأطوارها المختلفة عن غيرها من الآفات المشابهة لها. من جانبه تحدث الأستاذ المشارك بقسم وقاية النبات في كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد مصطفى محمد سليمان، عن أنواع الفيرمونات وتحديداً الفيرمونات الجنسية التي تستخدم لجذب ذكر دودة الحشد الخريفية، وكيفية استخدامها في الرصد والتنبؤ بالآفة قبل دخولها للمملكة – لا قدر الله – ليتم اكتشافها والسيطرة عليها بسهولة في مهد دخولها. يُذكر أن هذه الحشرة تعيش في المناطق الحارة، ولها قدرة كبيرة على تدمير المحاصيل، واجتاحت حتى الآن قرابة 40 بلداً، وتتغذى على أكثر من 80 محصولاً من بينها الأرز، والسيرغوم (الذرة الرفيعة)، والدُّخن، وقصب السكر، ومحاصيل الخضروات والقطن، وتعد الذرة وجبتها المفضلة. ووجهت منظمة (الفاو) نصائح عدة للمزارعين عن كيفية الوقاية منها، كزراعة الذرة مع محاصيل أخرى مثل الكاسافا أو البطاطا الحلوة، وتجنب الزراعة المتأخرة، والتقاط وقتل البيوض واليرقات الموجودة على أوراق نبات الذرة، ورش الذرة المصابة بالمبيدات النباتية (المستخدم فيها نبات النيم أو أي نبات آخر)، ووضع الرماد أو التربة أو الرمال في قلب النبتة (الذي تقتات عليه الدودة)، وحماية وتشجيع وجود العوامل البيولوجية الطبيعية التي تحمي النباتات (“أصدقاء المزارع”).