يتغافل البعض أن المملكة في حالة حرب حقيقية مع إيران منذ انطلقت عاصفة الحزم ضد الحرس الثوري الإيراني في اليمن، ويغيب عن الكثير أن المملكة في حرب مخابراتية كُبرى منذ عام ١٩٧٩م مع ثورة الملالي، وفي الحربين فازت السعودية بمجموع النقاط والدلائل واضحة، لكن الأهم من هذا كله أن الرياض أفشلت تصدير الثورة الى جميع دول مجلس التعاون الخليجي وحالت دون إطاحة دولها بالإنقلاب. أما لماذا يتضاعف حالياً عداء وحقد ثورة الملالي ضد المملكة الى درجة مهاجمة مكةالمكرمة بالصواريخ مع أن جميع الإجراءت والعقوبات المتخذة ضدها هي امريكية مُعلنة للعالم جعلت اقتصاد الثورة يترنح وصولاً الى الإنهيار المتوقع، وسبق ذلك أن صنفت واشنطن الحرس الثوري كمنظمة ارهابية ثم هدد الرئيس ترمب بضرب افاعي ايران بالمنطقة ورؤوسها بطهران في آن إذا ما هاجموا قواته ومصالحه. والجواب على لماذا هذا العداء المتعاظم للسعودية هو: لأن طهران تعتقد جازمةً بأن الرياض هي التي تقف خلف هذه الإجراءات وهذه العقوبات القاتلة التي اتخذت اشكالاً لم تعهدها قيادة الثورة لتجد نفسها عاجزة عن الإلتفاف عليها، فإما المواجهة العسكرية مباشرة مع واشنطن وحلفاءها وستكون ايران هي الخاسر ويترتب على ذلك تحطيم قداسة الثورة أمام من خدعتهم لأربعين عام، وإما خنقها اقتصادياً ومالياً بلا حرب عسكرية وستنهار من داخلها، وإما استسلامها للأمر الواقع والموافقة على الاشتراطات الإمريكية “الترامبية” والتحول الى دولة عادية بلا ارهاب خارج حدودها، ومن هنا تعاظم عداء الثورة للمملكة قيادة وشعباً وأرضاً. والحقيقة أن ثورة إيران صادقة في اعتقادها هذا، والشمس يصعب حجب ضوءها بدخان حرائق إيران التي اشعلتها في منطقتنا. والمؤمل ان ينجح هذا الجهد السعودي الامريكي العربي الخليجي الإستثنائي ليعود بالرخاء والأمن والسلام لإيران وللمنطقة. ولكل ظالم نهاية، وثورة إيران لا بد من إطاحة مشروعها.