يعتبر هواة السيارات التراثية والكلاسيكية السعوديين من أكثر الهواة على مستوى شعوب العالم شراء للسيارات واقتناء النادر منها ، و يعد اقتنائها لاعتبار التميز في حد ذاته ، فالأمر ماهو إلا استرجاع ذكريات شبابهم وذكريات أبائهم وأجدادهم مع سيارات كانت مصدر رزقهم إبان بداية النهضة في المملكة ، لتصبح في وقتنا الراهن تحفة فنية ، ونافذة على الماضي ، وبضاعة رائجة في المحافل والمعارض على مستوى الخليج العربي . وتشير تقارير إعلامية إلى امتلاك الهواة السعوديون لألآف السيارات التراثية والكلاسيكية والتي تتجاوز قيمتها مئات الملايين حتى ظلت من أبرز الاستثمارات المربحة ، وتزايد الاهتمام بهذا النوع من السيارات، بعدما شهدت ارتفاعاً في أسعارها خلال السنوات الماضية . يتحدث حمد بن ناصر الحربي أحد أبرز الهواة ومالك متحف حمد بن ناصر للسيارات الكلاسيكية عن سر اهتمامهم بهذا النوع من السيارات فيقول وصل الأمر بالهواة والمهتمين إلى العشق ، فحرصوا كل الحرص على إبقاء السيارات التراثية والكلاسيكية كموروث تاريخي يربط الناس بذكريات الأباء والأجداد ، فتكرر لدى الهواة مفهوم الارتباط بكل سيارة تاريخية يمتلكها ، الأمر الذي دفعه لأن يحافظ عليها تماماً لتبقى رغم عمرها الكبير كالعروس التي تبقى صغيرة نظرة . وأضاف بأن المهرجانات المتخصصة بالسيارات التراثية والكلاسيكية مثل مهرجان “كلاسيك القصيم” الذي تحتضنه مدينة بريدة تساهم في جعل الهواة في منافسة دائمة بسبب اختلاطهم مع بعض وتشكيلهم فرقاً متخصصة سواء في المملكة أو في كافة دول الخليج ، مما يخلق اعتبارات مهمة في عملية المحافظة على السيارات مدداً طويلة وفي ميلاد هواة جدد . ويرى محمد عبدالله السلامة والذي يمتلك فريقاً متخصصاً بالسيارات التراثية أن حفاظه على مايمتلكه من السيارات هو بدافع الراحة المعنوية التي لا تجعله يفكراً مطلقاً إلا بجعلها ذات قيمة تاريخية ، فندرة هذه السيارات محرك أساس للهاوي بالبحث عن هوايته وفي العمل على صلاحيتها ، مؤكداً أن أعداد الهواة في تزايد مما يزيد في أعداد السيارات التراثية مما يزيد أيضاً في المهرجانات والملتقيات الخاصة بها ، وكذلك في زيادة طرق المحافظة عليها من خلال المتاحف والمعارض . ويشير سليمان بن محمد الحرابي إلى أن لكل هاو طريقته في الارتباط بالسيارات التراثية ، بالنسبة له يعتبر والده سبباً رئيساً في دخوله عالم هذه السيارات حينما كان يعشق سيارته من نوع بيوك موديل ١٩٧٦ وكانت أحاديث والده عنه تدغدغ مشاعره ، حتى بعد بحث طويل استطاع أن يقتني نفس السيارة ونفس الموديل ، فكان هذه القصة انطلاقته نحو اقتناء ١٤ سيارة تاريخية ، معتبراً تكليفها وماتشمله من صيانة وقطع غيار برداً وسلاماً على قلبه ، مادام أنه سعيد بما يملكه من سيارات .