دائماً ما تأتي ال ” أنا ” سلبية ، كِبر ، تغطرس ، مبالغة ، كمال ، خيال … فترى نفسها وكأنها في كل شيء ، تكتبُ نفسها أنه مَن هو إن وجدت ” أنا ” ، وما حققت هي إن وجدت ” أنا ” ، وما فعلوا هم إن وجدت ” أنا ” ومن المؤكد أنها لا تؤمن بنحن ؛ لأنها ” أنا ” .. ” أنا ” وفقط ” أنا ” .. لكنها اليوم أتت إلى هُنا لتتعالج ، فتصبح ال ” أنا ” حقيقة ، تواضع ، معرفة ، هدف ، خبرة ، حب .. لتكتب نفسها ” أنا ” معهم و ” أنا ” منهم ، لتحقق مالا أحققه ” أنا ” ، أصبحت اليوم أقوى لأنني جزء من نحن .. ف ” أنا ” اليوم أسمعها هي ، وأعمل معه هو لمصلحتنا نحن .. فترتفع من ” أنا في كل شي ” إلى ” أنا في رمضان ” فتنقلب الآية .. ماذا سؤنجز في رمضان ؟ ما هو هدفي ، جدولي ؟ كيف أحقق يومي ؟ إن كنّا نريد أن نكون مثل البقية .. فهذا سهل .. فقط اتبعهم . ولكنّ حديثي اليوم عن الشباب والفتيات الذين يريدون أن يجعلوا رمضان غير .. في هذه الأسطر .. كتبتُ أفكاراً نحيا بها في رمضان .. أفكارٌ لنا كأفراد .. وقسمتها إلى أربع فواصل ، أولها : 1 / الروحانية : قراءة القران ، حفظ أحاديث نبوية ، اختيار كتاب عن السيرة النبوية الشريفة والقراءة فيها أو عن أحد الصحابة ، الصدقة اليومية ولو بريال واحد ، المشاركة في إعداد إفطار صائم ، صلاة التراويح والتهجد ، الإنضمام إلى حلقة قران ، الدعاء سلاح المؤمن ، المشاركة في تنظيف مسجد الحي ، التعرف على أسماء الله الحسنى وحفظها وكما قال ابن القيم – رحمه الله – ” من عرف الله بأسماءه وصفاته وأفعاله ، أحبه لا محاله ” . 2 / الصحية : المشي وخاصة قبل الإفطار ، النفس المرحة لها أثر صحي و إيجابي عالي جداً على مظهر الشاب أو الفتاة وخاصة عند التعامل مع الناس ، النظافة الشخصية ومنها الفم وكامل الجسم ، نظام غذائي وأفضلها حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي : ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه. 3 / الإجتماعية : مساعدة الأهل ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهله ، مساعدة المحتاجين ، زيارة المريض ، الإنضمام إلى البرامج الثقافية التطويرية الرسمية ، ” السوشل ميديا ” استغلها ” بتغريدات ” أو ” سنابات ” في نشر الأحاديث الصحيحة .. والمقاطع المفيدة ، كن أنت المبادر وصل رحمك .. اتصل عليهم زُر من استطعت منهم .. اجمعهم على سفرة الإفطار . 4 / الشخصية : متابعة الحسابات المفيدة على مواقع التواصل الإجتماعي ، تعلم شيء جديد خلال هذا الشهر الفضيل ، محاسبة النفس على ما قدمت ، اتخاذ قرارات .. بممارسة الرياضة مثلاً أو ترك التدخين أو … . وأهم فاصلة من الفواصل التي ذكرتها ، وهي فاصلة ” رمضان ……….. ” وإن كنت تريد التعرف عليها ستجدها في محرك البحث ” جوجل ” تحت اسم ” فواصل 26 عبد الحكيم ناعس ” فهي أساس ما ذكرت ، وتميّز من عمل بها .. يا صديقي / صديقتي .. رمضان محطة للراحة ، وانطلاقة قوية لنقدم لأنفسنا الكثير من الجماليات في حياتنا .. رمضان منحة إلهية تبعثُ فينا الرضى والإيمان والتفكّر .. فنحن شبابٌ وبداخلنا إيمان بالله .. فمهما حدث .. كن على يقين .. يأتِ بها الله.