بقلم | حنان الغامدي لم يكن الابداع الإداري مصطلح حديث عصره ولكنه وجد منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان يقوم منهجه على كافة أركان ومقومات القيادة الداعمة والمحفزة على الابداع في أعلى درجاته، وذلك في كل مظاهر إدارته – صلى الله عليه وسلم.
ولعل من بين أعظم جوانب شخصيته القيادية أنه تمكن ببساطة ويسر من تفجير الطاقات الإبداعية والابتكارية لصاحبته على اختلاف قدراتهم ومستوياتهم وجعل كلا منهم يعمل عقله وفكرة لخدمة الفكرة التي آمن بها وذلك بأعلى درجات الكفاءة والفعالية الفردية والتنظيمية.
فقد جعل كل منهم قائداً متميزا في مجاله، يستشعر أعلى درجات المسئولية، وينغمس في العمل لفكرته بكل كيانه ووجدانه، ويشارك ويبدع ويبادر بتقديم أفكاره ورأيه دون حتى انتظار أن يطلب ذلك منه.
ومن السابق نستخلص مدى أهمية تشجيع وتحفيز تطبيق الابداع الإداري حيث أصبحت الإدارة التقليدية غير ممكنة في الوقت الحالي في ظل رؤية 2030 والتي تؤكد على مواجهة البيروقراطية والروتين والسعي للنهوض بمستوى المنظمة والعاملين فيها والتحديات المتوقعة و تلزم جميع المنظمات أن تتبنى عملية الإبداع بشتى طرقه ووسائله وأن تستنهض همتها لمواكبة التحديات والمنافسة إلى جانب أهمية تفعيل دور إدارة التغيير.
وتشجيع الإبداع داخل المنظمات أمرٌ مهم على المدى الطويل ,وذلك بجعل الموظفين يطرحون أفكارهم وآرائهم بما يتناسب مع العمل الموكل لهم والتوجيه بالقيادة الفعالة، لبث الدافعية لديهم من خلال وسائل تحفيزية .
فالموظف هو العنصر الأهم في جميع المنظمات وهو المحرك الأساسي والرئيسي ، وأن الدول المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم علمي وتكنولوجي إلا نتيجة لإبداع الأفراد .
والابداع الإداري يتحقق بأشكال عدة فهو يشمل ابتكار منتجات وخدمات جديدة وتقنيات وادوات عمل مبتكرة إلى جانب عمليات إدارية وفكر قيادي جديد .
ولقد أوضح سبعة من الخبراء المتخصصين في مجال الأعمال أن هناك بعض الأمور التي تساعد الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم من أفكار إبداعية وهي : الحوافز المناسبة، وأن الأفكار الابداعية مقبولة من الجميع وغير خاصة بفئة معينة وأن الموظف قادر عن المشاركة في اتخاذ القرار، واستخدام سياسة الباب المفتوح والمرونة في التعامل .
إن تشجيع القادة يبرز الإبداع، وعليهم أن يضعوا نظاما أو قيما مؤكدة لتقدير المجهودات الإبداعية واعتبار أن العمل المبدع هو قمة الأولويات في أي منظمة .
ومضة : يقول شارلي شابلن : على مدى الأعوام اكتشفت أن الأفكار تأتي من خلال الرغبة الشديدة في إيجادها، والرغبة المتصلة تحول العقل إلى برج مراقبة يفتش عن الجديد في الملابسات التي تثير الخيال، فقد يؤدي غروب الشمس إلى إلهام بفكرة جديدة، وعندها ينبعث السرور في النفس وتنشأ رغبة قوية في الاستمرار.