بقلم | سميحة اليماني في كل مرة تسقط أحلامي غرقاً رغما عني أردد ماهي إلا لحظات وستمر، ويتوقف كل شيء، وفي خضم هذا الشعور يبرق شعور مضاد بالمقاومة لإنعاشها والنهوض بها.. عندما أتحدى الصعاب تثور عليّ براكين القلق والخوف، وتعصف بي الحيرة، وتتقاذفني صواعق الحزن تارة ويتملكني الفتور تارة أخرى، وأمواج الألم تلاطمني.. فهل أستسلم؟!! لا.. أقولها بقوة ضعفي.. لن أستسلم ما دمت حياً.. لن أستسلم لذلك الفتور الذي يصيب أحلامي بسكتات توقف نبضاتها.. ولكن إن كانت روحي المنهكة هي من تطلبه كوقت مستقطع لتريحني مني فلا بأس، على أن استعجله بالرحيل..ولن أستسلم لذلك الحزن الذي يغمرني حتى الغرق.. ولكن إن كان قلبي يحتاجه ليطهرني ويصفو فلم لا!! بشرط أن يتضاءل في كل مرة.. لن أحزن وسأتماسك فأنا على يقين بأن كثرة المصائب يمحو بعضها فتتلاشى.. وأن الفجر يولد من رحم الظلام.. ومع ذلك قد أجد وقد لا أجد من يأخذ بيدي إلى قلعة المجد حتى يأخذ مني عُمراً.. ويسلب مني حلماً ويرمي ماتبقى مني ليتركني مسلوب الإرادة، أناشد القاصي والداني ليمد يده إليًّ فيفعل، ليس ليأخذ بيدي وينتشلني من حضيض سلبياتي بل ليأخذ ما تبقى مني حياً نافعا له.. ولكن مهلا.. هناك ثقب في السماء لا يظهر للعيان ولن يراه إلا من أذن الله له الصعود إلى أعماق البصيرة، وها أنا أراه.. يمتد منه نفق من نور يكسو قلبي وأيامي بجاذبية الأمل وينقلني إلى زمن أنفصل فيه عن زمني الحالي.. فأتدحرج فيه إلى السماء حيث ترضع روحي أملا يتشبع منه صدري، ويفيض حتى يسري إلى باقي جسدي، ليزيح كل مابي من عتمة فأستمد منه الثبات، ويغمر عروقي شعاعاً يسطع فيشتعل رأسي بأفكار جهنمية، وتضيء أطرافي بنوره لتسمح أن أخطو أولى خطواتي نحو مستقبلي المجهول الرائع الذي لن أخافه لإيماني بأنه معي ولي، ولن يخذلني..أسبح فيه لأصل لما قد خططت له مسبقا.. وما إن وصلت حتى عانقتني الحياة، وقبلتني الشمس واهدتني دفئها.. واحتضنني القمر بغيرةٍ عارمةٍ عندما فتح ذراعيه ليستمد ضياءه مني.. فأنا النور وبداخلي نور ينبثق للخارج ليضيء لي حوّاف طريقي فيرسمه.. أرى سلّم المجد في أخره يأخذني إلى قلعة المجد التي لن يصل إليها إلا من كان يؤمن بنفسه وبقدرته على الوصول فتحدى لتتعدًّى.