] تلك الأيام الممزوجة بذل الانتظار.. حملت لي اسوأ ما انتظرته منها.. بطريقة ما.. تحولت اياما استثنائية شعرت حيالها وكأن مأساة لي ستحدث.. مأساة تفقدني كل الحواس.. وكأن حياتي باسرها قد انتزعت مني ،تخلى عقلي عن ادراكه.. وقلبي عن يقينه.. وروحي عن ايمانها.. واستسلمت لنوبة صراخ حادة.. وانكار للواقع. وياله من ألم.. ان لا املك من الامرشيئا، وأرغب بانقاذ ما لا استطيع انقاذه، وذلك الجسد الصغير.. الغض الطري.. عائد لا محالة الى التراب تماما كما يفعل الموت.. توغل الألم في أعماق نفسي.. واستوطن كل عرق ينبض.. فامتد الكابوس لأشهر وايام.. يطفو بي تارة.. ويغمرني تارة أخرى.. قايضت الصبر بالسخط.. والأمل باليأس.. والرضى بالاعتراض.. اتهمت نفسي لوما وايلاما.. واتخذت اليأس موطنا لي.. وارتضيته حتى النخاع.. كنت موضع شفقة من كل أحد.. وحديثا للناس بالمجالس.. ومصابا تستعيذ بالله منها النساء وكان امتحانا من الله.. اخفقت وابتلاء.. عجزت عن تحمله.. ومصيبة كبرى.. صنعتها بيداي.. فيارب انزع عن كاهلي اطنان الندم والحسرة.. وانفض عن جسدي اكوام البؤس والعذاب.. يارب خذ بيدي.. واملأ قلبي ايمانا وتقى.. ويقينا ورضى.. وقنوتا وهدى.. واجعلني عند البلاء من الصابرين.. وعند النعماء من الشاكرين.