تبلورت الجهود المتواصلة لإطلاق مشروع تأهيل وترميم قرية العكاس التراثية خلال ما يزيد عن ال ١٠٠ يوم عن وضع الخطوط العريضة وتهيئة البنية التحتية للمشروع، بدعم أمير منطقة عسير ومتابعة سمو نائبه. وينتظر أن يتولى المشروع جمعية تعاونية تتكون من أهالي القرية، باتت في طور إجراءتها النهائية للاعتماد، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية في مقدمتها أمانة المنطقة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إذ كون فريق من أهالي قرية العكاس وضع المخطط العام للمشروع مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يشمل متحف ومطاعم ومقاهي ومواقع عرض المنتجات الحرفية، فيما أنهت أمانة المنطقة قص ومسح أرض تسمى الحرجة، ستحتضن مركز حضري وتنموي للقرية، إلى جانب استمرارها في أعمال النظافة، بينما تتولى كلا من النقل والاتصالات والمياه أعمال تختص بالبنية التحتية، على أن تقوم إدارة الزراعة بري المزراع خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال عضو لجنة الأهالي د.خالد بن سعيد أبوحكمة إن تلك المنجزات جاءت إيماناً منهم برؤية ٢٠٣٠ لدعم وتعزيز الهوية التاريخية والعمرانية في القرى التابعة لمنطقة عسير والمحافظة على الموروث وتحقيق رؤية البلاد في إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي وتسجيلها دولياً وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهداً حياً على إرثنا العريق وعلى دورنا الفاعل وموقعنا البارز على خريطة الحضارات الإنسانية، مضيفا أن الأهالي وجدوا تفاعل وتجاوب منقطع النظير من قبل الجهات الحكومية. وأشار أبوحكمة إلى أن قرية العكاس تفردت بمميزات عدة جعلت من تطويرها وتأهيلها مطلبًا ملحًّا، فهي قريبة جدًا من مدينة أبها، ومساجدها وبيوتها وقلاعها وحصونها الأثرية تتميز بطابع هندسي جمالي فريد، ومزارعها متنوعة ولها إطلالات جميلة على وادي عشران، وقبل ذلك الإنسان العكاسيّ الذي له قصة عشق مع قريته، والمحب للتغيير والتطوير، فلم يكن في يوم من الأيام جامدًا أو عائقًا لحركة الزمن المتطورة والمتسارعة. وأضاف بأن أنظار المسؤولين وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة وسمو نائبه اتجهت إلى هذه القرية؛ لتكون معلمًا مميزًا؛ بتطويرها وتأهيل معالمها، بما يتواءم مع طبيعة الإنسان والمكان، حيث كان لهذه المبادرة أثرٌ عميق في نفوس أهالي قرية العكاس، ووجدت ترحيبًا منهم؛ لإيمانهم بضرورة التطوير والسير قدمًا نحو تحقيق أهداف الرؤية الطموحة التي جعلت من إعادة تطوير وتأهيل التراث العمراني هدفًا أساسيًّا؛ لإظهار التنوع البيئي والسياحي للمملكة العربية السعودية واستغلاله الاستغلال الأمثل اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا. وأبان أبوحكمة بأن هذا التطوير والتأهيل للقرى التراثية يحقق أهدافًا كبرى لها أهميتها، ومن ذلك: الانتماء الحقيقي للمكان وتطوير الإنسان فكريًّا وثقافيًّا، وعودة الأجيال الشابة لتراثها وقيمها الاجتماعية الأصيلة، والفائدة الاقتصادية للأهالي، وتحقيق فرص وظيفية لشباب وفتيات القرية، وإبراز المقومات الصناعية والحرفية والزراعية التي يتمتع بها أهالي القرى، مما يسهم في عودة الأهالي للقرى لتخفيف العبء على المدن. بدوره، شدد عضو اللجنة الكاتب الإعلامي علي بن مسلط العكاسي على أن سكان القرية احتفوا باستعادة ترميمها وتأهيلها من قبل أهلها دون المساس بخصوصيتها، واستنطاق شواهدها قبل اندثارها، ووصول كل الخدمات إليها.