قطر لم تعد عربية وليس بها اي سيادة وطنية. لقد تحولت الامارة القطرية العربية الثرية الى كيان اسرائيلي جديد، واصبح بالخليج نكبة عربية جديدة يعاني منها العرب دون غيرهم، والقطريين اصبحوا في بلادهم اقلية مهمّشة. صحيح أن عامة الشعب طيبين ومتضررين مما يجري لكنهم مغلوبين على امرهم وتم اسكاتهم بالتهديد والترهيب وبالأموال. وهذا الشعب الطيب القليل بتعداده لا يمكنه بمفرده استعادة وضعه الوطني الطبيعي السابق بعد ان تم اختطاف دولته وأمنها والسيطرة على ثرواتها في الداخل والخارج بواسطة اعداء سُرَّاق ثلاثة. الدوحة القديمة اصبحت تل ابيب اخرى بالخليج العربي، وتنظيم قطر الارهابي القائم مجرد صهريج غاز او سواه يقبض ثمن سلامة بقاءه ثلاثة اعداء هم الصهاينة وثورة إيران والاخوان بقيادة شاهد الزور التركي رجب اوردقان، والثمن “كاش ” وبالدولار. لكن الهدف البعيد لهؤلاء الاشرار الثلاثة ليس فقط المال وإنما السعي لهدم مجلس التعاون الخليجي أولاً، ولتخريب الاوطان العربية ثانياً في اسيا وافريقيا، وثالثاً لتمويل وإدامة الحروب والتوترات والارهاب في البلدان العربية.
ولو نظرنا الى اسرائيل التي تحتل الشام لوجدنا ان اللاعبين الأشرار الثلاثة الاساسيين هناك الذين يقتلون الإنسان الفلسطيني ويخربون حياته اليومية ومستقبله الاستراتيجي واشاعة الفوضى بالمنطقة هم أنفسهم الثلاثة، الصهيونية “اسرائيل” والثورة الخمينية الارهابية وجمهورية الرئيس اوردقان التركي، وهذه الاطراف الثلاثة يجمعهم العداء التاريخي للعرب. وهل في ذلك شك؟.
هذه الكيانات الثلاثة المعادية حولت حكومة قطر الوطنية السابقة الى مجرد بنك مركزي، وعينوا الموساد محافظاً له، والحرس الثوري الايراني نائباً للمحافظ، وعينوا إخوان اوردقان حرَّاس لهما. اليس هذا واقع امام اعيننا؟.
إن حكومات الدول الاوربية تدعم الارهاب مباشرة وهذه الحكومات مُصرة على بقاء تنظيم قطر “اسرائيل الخليج” في خاصرة السعودية كأداة صهيونية صفوية عصملِّية جديدة ضد المملكة وضد كل العرب. والمصيبة ان اوربا والاعداء الثلاثة لا يدفعون سنتاً واحدا مقابل ذلك، بل واقع الحال انهم يستعمرون قطر بواسطة ثرواتها وبأموالها وارصدتها، وبتلك الثروات يمزقون العرب ويخربون ديارهم. “حرب صفرية التكاليف”.
إن الوضع القائم بداخل قطر السابقة تغير كلياً واصبح اخطر منه قبل عامين، وسيكون في المستقبل خطير للغاية، والدول الأربع المُقاطعة للدوحة المختطفة لا يزال بيدها زمام المبادرة، فلديها علاقات ومصالح عظمى مع واشنطن ولندن ولهاتين العاصمتين تأثير قوي على اسرائيل في فلسطين وفرعها الأخطر بقطر، ويجب استغلال تلك المصالح وذلك النفوذ لتخليص قطر والخليج سلماً من الأشرار الثلاثة.
ان ما يحدث بالمنطقة انطلاقاً من قطر “اسرائيل الخليج” يجب ايقافه بأي ثمن ويجب إعادة حكم قطر لأسرة ال ثاني واعادة حرية الجزيرة لسكانها الأصليين “القطريين العرب”، فإن لم يحصل ذلك فلن تتعافي المنطقة من الارهاب ولن يستمر مجلس التعاون كما كان، وسيتطور الخطر ليصبح تهديدا وجودياً على الجميع وعلى مستقبل المنطقة العربية. ويجب الاعتقاد بأن الوضع القادم سيكون أخطر مما تكتبه مخابرات الدول الأربع المقاطعة “لإسرائيل الخليج”. صحيح أن الوضع اصبح اكثر تعقيداً من ذي قبل لكنه اكثر الحاحاً وأهمية لإسقاط التنظيم وبأي وسيلة كانت.
ولا شيء يمنع من التلميح سراً لعواصم معينة بالغرب بأنكم ايها المنافقين تمارسون ضدنا نفس ماكان الارهابي القذافي يقوم به ضدكم، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا ومصالحنا وشعوبنا، وقد نعاملكم بمثل افعالكم تلك! إن لم ترفعوا الحماية وتوقفوا ابتزازكم لنا من خلال حمايتكم لتنظيم قطر الارهابي وسرقة ثرواته، مجرد تهديد ولسنا ارهابيين كما هم وعملاءهم.
لابد ان يزول من الدوحة التنظيم الاسرائيلي الملالي الاخواني الأوردقاني “الحمدين” سريعاً فالاعداء الثلاثة لا يزالون في منتصف الطريق ، وما يجري في قطر لايقل خطورة وتهديداً عما يجري باليمن وسوريا.