لن يجد الأتراك في العالم منهو اصدق محبة لهم ووفاء معهم اكثر من السعودية وأهلها وبكل بساطة لأن المسألة تتجاوز كل المصالح الدنيوية ومشاكل الماضي و الحاضر الى عمق العقيدة الاسلامية والتاريخ المشترك الذي جعل من ارضنا مكانا مقدسا اختاره الله لرسالة الاسلام فكان ذلك هو اساس لعلاقاتنا المصيرية التي تجمعنا ولن تزول مهما كانت المؤثرات والمتغيرات. والدولة التركية الحالية تعاني من إرهاب داخلي اسود يقوم به حزب العمال الكردستاني لأسباب سياسية انفصالية، لكن نحن هنا نعاني من ارهاب أكثر فضاعة وبشاعة لأنه مدبر من الخارج ترعاه ايران وتموله قطر وهدفه النهائي تحطيم دولتنا السعودية وتمزيق وحدتها وتغيير قيادتها! وهذا ما يجب أن يفهمه اشقاءنا الأتراك، ولكل دولة حقها في الدفاع عن وجودها ووحدتها اياً كان العدو، وعدونا الأخطر حاليا بموازاة اسرائيل هي ثورة الملالي بطهران وحكومة قطر التخريبية، وقطر تربطها بتركيا علاقات مصلحية عابرة تتمثل في ثروات الدوحة التي تخدم تيارات وسياسات وربما اشخاص او احزاب وسيطويها الزمن وستزول هذه الخصوصية قريبا. وبما ان سيادة الرئيس طيب رجب اوردقان سيزور بلادنا والكويت ثم قطر لسبب وحيد ومعروف وهو محاولة انهاء مقاطعتنا لقطر التي جاءت بسبب تمويلها للإرهاب ضد المملكة وبقية الدول العربية والمساعي الحميدة هنا عمل اسلامي وانساني نبيل اذا قام به من يستطيع ذلك، وبما ان السفارة التركية في الرياض تتابع وتلتقط كل ما يقال عن تركيا ورئيسها وهذا طبيعي فيجب تذكيرهم بأن قطر بالنسبة لنا هي دولة مستقلة ذات سيادة لكنها جزء من أمننا الوطني وتقع ضمن مجال منظوماتنا الأمنية والدفاعية المحلية والإقليمية ولا يمكن ان تكون غير ذلك، فالجغرافيا وظروفها تحكمنا جميعا، ونفس الشيء ينطبق على تركيا في أي مكان مجاور لها بقبرص او مع جيرانها الآخرين ونحن نتفهم ونقدر ذلك حتى في العراق. ووساطة السيد رجب اوردقان اعتقد انها ستنجح اذا اخذ في الاعتبار أن قطر عبارة عن دولة صغيرة جداً محاطة بظروف معقدة ومع ذلك تمارس الإرهاب ضد جارها الكبير وبقية جيرانها الآخرين، وستنجح مساعيه إذا اقتنع فخامته أن مصر وأمنها هو نفس أمن السعودية ومصيرها ولا مساومة عليه، وعلى فخامته ان يفهم أن إتصال حاكم قطر ووالده به كأول المهنئين خلال الانقلاب الفاشل بتركيا لا تعني اكثر من خوفهم على مصيرهم لإنكشاف ارهابهم وقد انكشف. ونرجو ان زيارة فخامته لا تبحث عن مصالح خاصة ضيقة في قطر لا تنفع احد فالوضع قد تغير وحكومة قطر لن تستمر في دعم الارهاب ثم تبقى في مأمن حتى وإن حل بأرضها ثلث الحرس الثوري الارهابي الايراني. وعلى فخامة الطيب اوردقان ان يدرك ان الوضع لن يعود كما كان في الدوحة وان كل ماهناك على مستوى السياسات والمؤامرات والغدر وحتى الاشخاص الى زوال. مرحبا بالرئيس العظيم الذي حقق لأمته التركية طموحاتها الاقتصادية والمعنوية الكبيرة وهو مالم ينجح فيه غيره. ومرحبا به في الرياض التي يعرفها جيدا ويعرف رجالها ومواقفها وحجمها وسلامة نواياها. مرحبا به وببلاده لأننا واياهم قطبان مهمان بالعالم الاسلامي وبالمنطقة، وتعاوننا وتفاهمنا مطلب لا حياد عنه. نحن نحترمك فخامة الطيب رجب اوردقان رغم تقصيرك ورغم خطؤك التاريخي العظيم في سوريا بعدم انقاذ جيرانك واشقاؤك السوريين المسحوقين المساكين الذي قتلهم عدوك بشار الاسد وميليشيا ايران واضطهدوهم أمام مرأى قواتك القوية وقد كنت حينها فخامة الرئيس قادر في البداية على الدخول لو لعشرة كيلومترات فقط لتحميهم بداخل ارضهم من بطش النظام وتمنعهم من الهروب الى الموت في البحار. سنعذرك سيادة الرئيس ونعلم انك اخطأت التقدير هناك وربما انك استمعت لمشورة الغادرين حَمَدَي قطر لأن اهدافهم بسوريا تختلف عن هدفنا وهدفك، وجميعنا يرى كيف انهزم الجيش السوري الحر بسبب دعمهما للمجموعات المتطرفة التي غدرت به وفتته. أخيرا آمل ان تنقل سفارة تركيابالرياض وملحقها العسكري وجميعهم يتابع، الى سيادة الرئيس الطيب رجب اننا اخوانكم في المملكة والامارات والبحرين والكويت ومصر واليمن والقرن الافريقي والسودان وليبيا وتونس وكل العرب نرى حمد بن خليفة وحمد الجاسم وتميم وعزمي بشارة ونتنياهو كما ترى انت بشار الأسد وعبدالله اوجلان وحزب الشعب الكردي في تركيا. فهل تفهمنا سيادتكم؟ وهل تستطيع أن تثني حكومة قطر من دعم الإرهاب وإشعال الفتن والفوضى ضدنا مباشرة وليس ضد ايران او اسرائيل.!. مرحبا بك سيادة الرئيس فوجودك معنا يسعدنا فنحن نفهمك جيدا ومعك نلتقي في اشياء كثيرة لكن اعذرنا فلن نسمح ببقاء سياسات حكومة قطر السابقة ولن نتراجع ابدا، ونأسف لك إن لم نلبي طلبك رغم اننا نحترمك ونقدر لك خدمتك لشعب تركيا العظيم.