بقلم | عواطف الغامدي عيشنا داخل المنازل الأسمنتية مع الساحات المسورة وركضنا المستمر في مجال الدراسة والعمل وحياتنا الإجتماعية كذلك غرقنا في عشرات المهام اليومية وتسمرنا أمام الشاشات كل هذا قد ينسينا شكل الحياة الأخر، حيثُ يّعد تنقل الشخص وزيارته لمكان آخر غير منزله سوءًا كان بعيدا أم قريبا في مدة قصيرة أو طويلة في رحلة برية أو جوية و حتى بحرية بحسب ماهو متاح له. أمر لابد منه من فترة إلى أخرى وهو ماقد نطلق عليه “السفر”. هنا نتحدث عن بعض أبجديات التخفف في السفر والتي قد تساعدنا على أن نحظى برحلة فيها الكثير من المتعة والقليل من التكاليف لأننا كما نعلم التكلفة الباهظة للسفر قد تكون ثاني أكبر المعوقات بعد توفر الوقت المناسب له. أولاً: حالما تلحّ عليك الرغبة بالسفر عليك تحديد الوجهه ثم وسيلة المواصلات المستخدمة، السكن الوجبات، عدد الأشخاص، وأخيرًا مدّة البقاء التي تتراوح من أيام إلى أسبوع تفي بالغرض. وعلى مقدار الميزانية التي تمتلكها تقوم بوضع خطة مالية تأخذ بعين الإعتبار فيها كل ماسبق، مع تخصيص مبلغ جانبًا مصاحب لقائمة الأنشطة والجولات التي تريد القيام بها ورحلة التسوق بالطبع، وأيضًا حصة لمفاجأت السفر الطارئة. ولابد أن تكون أطلعت على التقييمات وقارنت الأسعار وهنا أتطرق إلى أمر بدهي قبل قرار شراء تذاكر السفر وحجز مقر الإقامة أنه ليس بواجب عليك أن تسافر على الدرجة الأولى والطيران الرئيسي في وقتنا الحالي وخاصةً مع وجود شركات الطيران مخفضة التكلفة وليس مفروض عليك حجز فيلا فاخرة ستقضي معظم يومك خارجها بالتأكيد. ثانيًا: خطوة حزم الأمتعة والتي فيها من الضغط مايحسّن النفسية. بالمناسبة هل تستحق مدة السفر القصيرة إلى حقيبة كبيرة وجرّها خلفك في الطرقات وأنتظار خروجها لساعات في المطارات ورسوم شحنها الإضافية؟ إذًا ما رأيك بحقيبة من طراز “الباك پاك”! أستعملها لحمل الملابس والاغراض فهي تتسع للكثير بجيوبها الخارجية التي تكفي حتى لوضع قارورة ماء والجيب السري الذي يحتفظ بوثائقك الشخصية وبطاقة صعود الطائرة. تبدو فكرة مغرية وأنقية أليس كذلك؟ ثالثًا: تعّد الخطوة الأكثر تشويقًا أثناء السفر بعد وصولك إلى وجهتك سالمًا. نصيحتي الخاصة لك تقول عليك أنّ تكون بذهن حاضر وحيّ لإشباع دهشة روحك، مثلاً المشي مع شروق الشمس وغروبها لإستقبال وتوديع المنطقة والجلوس بجانب الشبابيك يعتبر ذلك عنصرل مهما ، كذلك تتبع متاحف الفنون والمقاهي وفروع المطاعم الشعبية والمحلية ومأكولات الشارع الذي يعد مغامرة “مذاقية” لذّيذة، أيضًا مراقبة البنايات ألوانها، تنوعها، النوافذ، والسلالم وخزانات المياه فيها ستهتم بعدها بفن العمارة صدقني، طرق معبدة، طرق فرعية وعرة متاجر ومصانع، لوحات وعربات بيع بوظة، حقول ومزارع، ساحل بحري وحبات رمل، نادل المقهى وسائق الأجرة، طابور قطع تذاكر الملاهي ومنتزهات خضراء مجهزة للتأمل والتمدد، تذكارات ومقتنيات تملىء حقيبتك وصور تملىء ذاكرة هاتفك كل هذا يمنح الرحلة بعداً آخر وثراءً خاصاً. رابعًا: ليس ضروريا لكن أشعر وكأنه لابد من الإشارة إليه، عند أختيارك لوجهتك لا تحصر نفسك بأماكن معينة لمجرد أنها مشهورة بين الناس ومألوفة ومجهزة خصيصًا لإحتضان الكثير من السياح وإفراغ جيوبهم، هناك أماكن في الخريطة لا يلتفت إليها أحد لأنها غير معروفة قد تكون أقل تكلفة وأقل إزدحاما واكتشافها أكثر متعة. خامسًا وأخيرًا: أتمنى لك سفرًا ممتعًا و عودًا حميدًا .