يجد المسافرون في الأماكن المخصصة للصلاة في المطار، فرصة لأخذ غفوة من النوم، ريثما يحين موعد إقلاع الطائرة، في حال تأخرت. فيما يحاول آخرون قضاء الوقت متنقلين بين ممرات فارغة، ومراقبة المسافرين الذين يستعدون لصعود الطائرة. ويجمع بينهم «القلق» من إعلان تأخر الرحلة أو إلغائها من دون سابق إنذار. وسقطت المطارات سهواً من جدول السياحة الداخلية أو الخارجية. فيما عدا مهرجانات صغيرة تحفل بها الصحف، أكثر من المسافرين. عادة ما تعرض فيها صورة وأدوات تراثية، على غرار مطار الملك فهد الدولي في الدمام، خلال إجازة صيف العام الماضي. ويرى سعود سلطان أن «معاناة السفر لا تبدأ من ركوب الطائرة، وإنما تبدأ من دخول بوابة المطار، والبحث عن عربة فارغة لتحميل الحقائب تجد عمالاً ممسكين بالعربات، يعرضون خدماتهم في حمل الحقائب. لكننا لا نريد هذه الخدمة، فقط نريد العربة. ويضيف: «يعتمد المسافر على ذاته في الوصول إلى مكاتب التسجيل، وبعض الأحيان؛ نسأل رجال الأمن ليرشدونا إلى المكان الصحيح، إذا دخلنا مكاناً آخر». وأكثر ما يثير قلق سعود، أن «يعلن الموظف المسؤول عن قطع التذاكر إلغاء الرحلة، أو عن عدم توافر مقعد، على رغم تأكيد الحجز. كما حدث لبعض المسافرين في بداية الإجازة الصيفية، ليعودوا من حيث أتوا». إجراءات السفر بسيطة، قطع تذاكر، وختم الجواز، وأخيراً البحث عن مقعد أمام بوابة المغادرة، «ولا يوجد تلفزيون أو مجلات أو صحف»، بحسب أحمد عبدالله، مضيفاً: «أشتري قهوة، وافتح الحاسب المحمول، لأتفرج على فيلم». وفيما هو يتفرج على فيلم، يبحث آخرون عن المكان المخصص للصلاة، «ينامون قليلاً قبل إعلان الركوب إلى الطائرة، وبخاصة إذا كانت رحلة داخلية، إذ يتوقعون تأخرها». ويقترح فتح فندق أو غرف للإيجار داخل المطار، تحسباً لتأجيل الرحلة لساعات طويلة»، موضحاً أن «بعض المسافرين يأتون من مناطق بعيدة، مثل الأحساء أو الجبيل، ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم». ويتذكر محمد جمعان بقاءه في مطار دبي. ويقول: «إذا تعبت من التجوال بين المحال التجارية الكثيرة، تستطيع أن ترتاح على كرسي مهيأ للنوم، وليس مثل المقاعد الموجودة في المطارات السعودية». ويضيف: «في مطارات أخرى عالمية؛ يهيئون مساحات للراحة، مثل وضع كراسي على شكل أسرة، أو مقاه ومطاعم، توحي للمسافر أنه ليس في المطار، وإنما في وسط المدينة». ولأن الأطفال يصابون بالملل سريعاً، تقوم بعض المطارات العالمية بتخصيص مكان للعب الأطفال. كما تخصص آخر للحضانة. ويستطيع المسافر ترك أبنائه فيها، ويقضي وقته متجولاً في المحال التجارية»، ويتابع جمعان: «في مطاراتنا السعودية، يجب عليك أن تعالج ملل الأبناء بطريقتك الخاصة، التي لا تتعدى مطالبتهم بالصبر والصمت حتى صعود الطائرة».