بقلم | سميحة اليماني يحدث أنه قد تميل نفسُك لما عند غيرك دون أن ترى الجانب المظلم من حياته، وتعتقد في قرارة نفسك أن الغير هذا يملك سعادة مغيبة عن حياتك فتسعى لمُسبباتها.. وقد تحصل على ما عند الغير، لكنك ما إن تتحصل عليه حتى تجد أن السعادة تتراجع إلى الخلف، فيتملكك القلق والخوف، ويعصف بك إعصار التساؤلات، فقد كنت تتخيل نتيجة ما حصلت عليه بصورة أبهى من الواقع، وكلما تقدمت إليها خطوة ابتعدت عنك آلاف الخطوات، فيتشعب نظرُك فيما عند الغير أكثر دونما انتباه لما أنعم الله به عليك. في حين أن هناك من ينظر إليها بعين الحسرة والتحسف باعتقاده أنها سبيله للسعادة، وهكذا.. كل إنسان ينظر الى ما بين يديّ غيره بحثاً عن السعادة.. قال تعالى ( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) أتدرون ما الذي ينقص الكثير منّا هذه الأيام؟!! هل تحدثت مع نفسك وقلت: ما الذي ينقصك يا أنا؟! وما الذي أوصلني إلى ما أنا عليه الأن؟ وهل أنا راضٍ عن حالي الأن، أو عن السنة الماضية من حياتي على الأقل؟!! فإن كان الرضى على ما أنت عليه هو ما توصلت إليه فاحمد الله واشكر فضله، فليس من السهولة بمكان وفي هذا الوقت بالتحديد أن يصل الإنسان إلى مرحلة الرضى بقضاء الله وقدره في مسار حياته.. قال الشاعر: رضيت بما قسمَ الله لي *** وفوّضتُ أمري إلى خالقي كما أحسن الله فيما مضى *** كذلك يُحسن فيما بَقِي وإن لم يكن الرضى هو ما توصلت إليه فأعلم أن الهموم والضغوط النفسية لن تستسلم وأن الله سبحانه وتعالى لم يكتبه لك حتى الأن.. وابحث في أسباب حرمانك من هذا الرزق العظيم، وتأكد أن حرمانك منه هو قرارك، فأنت من أتخذ قرار عدم الرضى عن حياتك!! واعلم أنك لو رضيت بما قسمه الله لك لرفع عنك البلاء، مع الأخذ بأسباب التغيير للأفضل وتوكل على الله قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ). ويأتي السؤال ماهي الخلطة السرية التي تصل بنا إلى السلام الداخلي؟!!