بقلم | بدر بن دوح أولاً : وبادئ ذي بدء نهنئكم بهذا الشهر الفضيل الذي كنت أود الإسهاب في فضله وفيما يجب علينا أن نقدمه فيه ولكني أتوقع بأننا بلغنا مرحلة التخمة من كثرة المواعظ التي ترد من كل حدب وصوب صحيحةً كانت أم خاطئة بل إن بعضها تعدَّت مرحلة التذكير المذكور في كتابنا العظيم، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن يكثر من النصح والإرشاد حتى لا يسأم الناس منه ومن دعوته بل إن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا يتعطشون وينتظرون الوعظ والنصح منه طويلاً ولكنه ذهب إلى طريقة تربوية عظيمة ألا وهي تغيير الذات أولاً وبذلك صَنَعَ التغيير فيمن حوله وبذلك قادوا الأمة وسادوها .. ماوددت اليوم الحديث عنه مطولاً ” الخيانة للأمانة ” والتي قدمها بعض من غرر بهم كهدية لهذه الأرض التي مافتئت أيديها ممدودة بلا كلل في العطاء والوفاء لكل من عاش عليها وصدق الصادق أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حينما قال : { أكيس الكيْس التقوى، وأحمق الحَمَق الفجور، وأصدق الصِدْق الأمانة، وأكذب الكذِب الخيانة } . إنَّما قدَّمته وأقدمت عليه تلك الشرذمة والتي قبضت عليها أيدي الحق والعدالة جريمة عظمى في حق الدين والوطن والقيادة والشعب وإن التاريخ بكل تفاصيله بصق في وجه الخونة -أكرمكم الله – وجعل لنا في نهاياتهم عبر تدرس ولكن يبدو أنهم أغفلوا ذلك ولاغرابة ، فمن جهل حق الوطن جهل غيره. وإننا ولله الحمد في هذا الكيان الشامخ وفي ظل قيادته نحب السلام وفي نفس الوقت ندرك مايحاك حولنا من خطط ومساعٍ للمساس بأمننا ومقدرات بلادنا وثوابتنا ونعرف نواياهم الخبيثة وتواريخهم السوداء التي تعج بها صفحاتهم من محاولات باءت بالفشل والخيبة والخسران ونعرف الوقت المناسب لحزمنا وعزمنا وقطع دابر كل من سولت له نفسه بذلك . ونقول لكل من ارتمى في أحضان الأعداء أين أنت ممن يقف الآن شامخاً كالطود على الحدود مدافعاً بطلاً شجاعاً وإن أستشهد حملناه على أكتافنا شهيداً نرقص فرحاً ببطولته وبسالته وإقدامه، بلا شك شتَّان مابين النهايتين فنهاية الخونة دائماً منتنة كتفكيرهم وتدبيرهم.