أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بأن الرأي العام وصناعة التضليل هي الأمور التي تعاني منها المجتمعات، مؤكداً بأن هذه البلاد الطاهرة مستهدفة، وأبناؤها لديهم من الوعي والإدراك ما هو كاف لردع صانعي تضليل الرأي العام. وقال الأمير فيصل بن مشعل بأن قياس الرأي لأي معلومة لا يمكن أن يستند ويؤخذ من وسائل التواصل كونها تحمل الكثير من التضليل، مشيراً إلى أن على الجامعات ومراكز البحوث دورا ومسؤولية في تأسيس مراكز لاستطلاع قياس الرأي العام بشكل أكثر دقة ولأي شأن يهم المجتمع. وأكد أمير القصيم بأننا نعاني من تخمة المعلومات في أدوات التواصل الاجتماعي وكمية الهاشتاقات التي يتم إطلاقها يومياً يعكس أغلبها واقع تضليل للرأي العام عبر أمور لا تستحق كل هذا الضجيج وعبر نشر الإرجاف في المجتمع، مبيناً وجود عدد من القنوات التلفزيونية والإذاعية تساهم وتشجع على نشر ذلك التضليل للرأي العام عبر إيصال تلك الهاشتاقات إلى الترند حتى وإن كانت سبباً لتشويه الحقائق أو الإساءة للذوق العام، مؤكداً بأنه مهما كان لدينا من مناعة إلا أننا يجب أن نكون حذرين من التأثر بتلك الأعمال سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد، مشيراً إلى أن الناطقين الإعلاميين في الجهات الحكومية والأهلية عليهم دور كبير في إجهاض كل محاولة لتضليل الرأي العام عبر سرعة إيضاحهم وتجاوبهم ، مؤكداً بأن في أيديهم هدم كل تلك المحاولات التي تقوم على تضليل الرأي العام ونشر الشائعات داخل أدوات التواصل الاجتماعي. وأرجع سموه إلى أن تسليط الضوء على هذا الموضوع هو في غاية الأهمية كون تناقل المعلومة عبر أدوات التواصل الاجتماعي وصل إلى ذروته في عدد المستخدمين للهواتف الذكية، مبيناً بأن الوقت الحالي يختلف عما كان عليه في السابق عندما كانت الصحافة الرسمية الرزينة هي الجهات التي يقرأ من خلالها الرأي العام والمعلومة بلا تضليل وبشكل موثوق، مبيناً بأن التحول الذي أحدثته أدوات التواصل الاجتماعي جعل كل يدلي برأيه ويشكل رأيا عاما بلا تخصص ودون مراعاة لمشاعر المجتمع ولم يعد هناك ما يعتمد عليه كمرجعية لها ثقلها ومميزاتها بعد أن أصبحت أدوات التواصل الاجتماعي أحد مصادر المعلومات. وأكد الأمير فيصل بن مشعل بأن استخدام الأجهزة الذكية يجب أن يصحبها وعي وتربية وتثقيف، مؤكدا بأن أبناء هذا الوطن لديهم مناعة عبر عقولهم الواعية التي تدرك ما يحاك لها وأنهم قادرون على صد ذلك التضليل عبر نشر الإشاعة داخل أوساط المجتمع، مشيراً إلى أن ذلك يعكس قوة وتكاتف وحصانة هذا المجتمع ضد أي رأي معادٍ ومؤثر على العقول. جاء ذلك في كلمة لأمير منطقة القصيم خلال الجلسة الأسبوعية لسموه مع المواطنين مساء الإثنين في قصر التوحيد بمدينة بريدة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم وأصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء إمارة المنطقة ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأعيان المنطقة، والتي تناولت فيه "الرأي العام وصناعة التضليل" وقدمها المتحدث إبراهيم الروساء مدير إدارة الإعلام الإلكتروني في وكالة الأنباء السعودية والمتعاون في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وبين إبراهيم الروساء في كلمته بأن قرار القيادة بإنشاء الأمن السيبراني قرار تاريخي نحو الاستعداد للمواجهات الإلكترونية التي تتخذ من الميدان الإلكتروني ساحة حربية، موضحا بأن تضليل الرأي العام صناعة قديمة ظهرت من ظهور التجمعات البشرية، وهاشتاق أصدقاء سارة أنموذج استخدم فيه ذلك التضليل للمجتمع، مؤكداً بأن الرأي العام هو اختصار لتكوين فكرة من خلال عدة وسائل اتصالية وأن صناعة التضليل تأتي بشكل أعمق لتتحكم بتكوين القيم والمبادئ والمعتقدات. وقال الروساء بأن الهاشتاقات التي يتم إطلاقها لتضليل المجتمع عددها ليس بالقليل، مبيناً بأن إحداها أطلق من إحدى الدول المعادية للمملكة وبث من خلاله 700 ألف تغريدة تلامس عاطفة المجتمع وجميعها من حسابات وهمية، مؤكداً بأن تضليل الرأي العام عبر العاطفة أصبح مكشوفاً وأن هناك من يتربص بهذا الوطن ويبحث عن غرس التضليل داخله عبر نشر الشائعات. وفي نهاية الجلسة شارك عدد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول أهمية الوعي وإدراك الرأي العام وصناعة التضليل والعوامل المسببة له والسلبية للمجتمع ونمط تأثيره السلبي على المجتمع. من جهة أخرى يقوم أمير منطقة القصيم اليوم الخميس بزيارة تفقدية إلى مراكز طلحة ومدرج ومحير الترمس وذلك في إطار جولات سموه التفقدية على محافظات ومراكز المنطقة. وسيطلع سموه خلال زيارته على عدد من مقرات الجهات الحكومية ويزور عددا من الأعيان، ويدشن عددا من المشاريع التنموية تشمل ثلاث محطات تحلية للمياه ومبنى الجمعية الخيرية ومبنى لجنة التنمية وعددا من المشاريع البلدية ويطلع على عدد من الأفلام الوثائقية عن المراكز ويرعى سموه الحفل المقام لهذه المناسبة. الأمير د. فيصل بن مشعل متحدثاً في الجلسة الأسبوعية