بقلم | د. حياة الهندي نقتات من الذاكرة ذكريات تعيننا على مشاق الحياة . وترحل بنا إلى عالم من الهدوء والسكينة والسعادة، تلك هي اللحظات الفاتنة نستحضرها كتصبيرة ، وكبقايا زاد يشبعنا لنفيق بعده للمبارزة في هذه الحياة ؛ والتي إن جئناها يمينًا جاءتنا شمالاً ، وإن جئناها هرولة ، أوقعتنا من أعلى عليين ! جئنا إليها حفاةً عراةً ، فأضحكت علينا الملايين، حياة لايهمها ما تخفيه أرواحنا من تهشم وانكسار وأسى، كقطوع ناقصة ليس لها سكن ولا مأوى، ورغم كل مافيها نحبها ونهواها ولانشبع من ارتشاف مايأتينا منها سواءً كان حلوًا أو مرًا. فإذا احتسينا المر ، أغمضنا العين وارتحلنا لعالم من الذكريات الجميلة التي تختزنها أدمغتنا لهذه اللحظات ؛ لنستحضر باقي أمل كاد أن يخبو وينطفيء داخل أرواحنا ، والتي عصفت بها أحداث السنين ومازلنا نجيد محاكاة الجبال الرواسي الشامخات ، ونغرد بأطياف الحنين! نوستالجيا ، ماهي إلا آلية دفاعية يستجديها العقل ليرفع المزاج ، ويحسن الحالة السلبية، ويرجعك للذكريات الجميلة في حياتك ؛ لتمدك بطاقة إيجابية لتواجه التحديات المؤلمة القادمة . نوستالجيا ، مورد نفسي أحسنْ الهبوط فيه كلما أنهكتك الحياة ، وتكالبت عليك بأساطينها ومراكبها فهي سبيلك الناجع لتقضي على الكآبة وتوردك موارد السلام .