بقلم | عايض بن محمد آل حامد أصبح من السائد في المجتمع اليوم إختلاف الأراء و تباعد الأفكار حتى على الأمور البسيطة والبديهية وقابل ذلك توتر في النفوس وضيق في الصدور وشتات في الرأي وتفرق في التوجهات. العرب لم يجتمعون على رأي موحد، والأسرة يختلفون على أمر مؤكد، والإخوة كل واحد منهم يظن أنه صاحب الرأي المؤيد، وكل شخص يرى أنه يملك الرأي المسدد. لقد سيطرت على مجتمعنا اليوم ثقافة الأنا وأنه لابد أن يوافقه الجميع في الرأي والفكر والتوجه وأنه لا أحد غيره يملك بعد النظر وتقدير الأمور وتقييم الموقف. لقد تسبب ذلك في شتات وتفرق وتباعد وإضعاف العلاقات بين الأسر والإخوان وبغض بين الاصدقاء وعداوة بين الأقران و الزملاء. ان اخذ الرأي وتداول المشورة سجية العقلاء ونهج الأقوياء ومن شأنه إنجاح المجتمع وجمع شتات الأسر وتقوية موقف الجماعة وتبادل الأفكار بين الأفراد كبارا وصغارا. ان إختلاف الرأي أمر طبيعي ولكن ماليس طبيعي هو العناد والتشدد والتمسك بالرأي حتى يصل الوضع إلى حد تحسس في النفوس، وتجاوز في الألفاظ وربما يصل الأمر إلى أكبر من ذلك ! إن من أشد أنواع الإبتلاء أن يتمسك شخص برأي كله غباء، قد قيل قديماً إن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية اليوم إختلاف الرأي هو سبب فساد كل قضية. ان إجتماع الرأي قوة وعلو وتفرقة وضعف وهوان فيجب أن تتم المناقشة وتداول الرأي بشئ من العقلانية والرقي والإحترام وأن يبحث عن الرأي السديد والمشورة العالية المفيدة وأن يتخلص الإنسان من الأنا الموجودة بداخله حتى يصل الجميع إلى إتفاق ويكون الرأي مثمر والنتائج أثمر .