قال معالي الدكتور زكي أنور نسيبة وزير الدولة في الإمارات، أن الشيخ زايد -رحمه الله- تمتع بفلسفة إنسانية، فكان الإنسان دائماً محور اهتمامه وعنايته بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه أو عرقه، لافتا إلى انفتاحه على حوار الأديان والتعايش والتسامح، وتقبل الآخر والحكم على الإنسان من منطلق عمله وإنسانيته لا منطلق دينه وعرقه. وأضاف :” فهو من المؤمنين بالمنظومة الأخلاقية القائمة على الصدق والمروءة والإيثار والتراحم والعدل والإنصاف والمحبة، ومثلما يجسد الانفتاح الإيجابي على قيم العصر ومعطياته المتمثلة بحقوق الإنسان، يشكل التسامح مفتاح شخصيته والمكون الأساسي لذلك”. وبين معاليه أن التسامح يشكل مفتاح شخصية الشيخ زايد والمكون الأساسي فيها، ومن التسامح تولد حركة الحياة المتوازنة لديه، فقد ظل ينطوي على احترام الآخر وخياراته الحياتية والفكرية، وكانت رؤيته للدين وفهمه له يشكلان منطقة أولى في التسامح، ومثلما استطاعت الحضارة العربية أن تجمع الإنجاز المادي الضخم والأبعاد الفكرية والأخلاقية، كان الشيخ زايد يؤمن بأنه في مقدور الأمة أن تفعل ذلك في هذا العصر، من خلال رؤيته التي تمثل التوازن بين الثابت والمتغير والأصيل والمعاصر والمحافظة والتجديد، لهذا كان يرى أن الإسلام يجسد التقدم الذي يتجاوز الواقع المتردي إلى الواقع المنشود، حيث بقي الإسلام يشكل في تصوره قوة دافعة وضابطة للفعل الإنساني. وأكد نسيبه أن زايد قائدا ذو كريزما ألهم الشعوب في بلده وفي الخارج من خلال رؤيته السياسية وبوصلته الأخلاقية وتفانيه في التخفيف من المعاناة البشرية دون تحديد المساعدة الإغاثية لعرق أو دين، وإنما للإنسانية المنكوبة. واختتم زكي نسيبة حديثه بالتأكيد على أن دولة الإمارات ما كان لها أن ترى النور إلا بجهود مضنية لرجال عظماء مع الشيخ زايد خلد التاريخ أسماءهم، وأضاف أن الإمارات ماضية على نهج زايد المحب للسلام والتسامح، الدولة الطموحة الرائدة التي أرسى ركائزها وثوابتها زايد في نفوس أبنائه فكانوا خير خلف لخير سلف، فاستمروا على نهجه في الريادة والعطاء لينشروا الخير في كل أرجاء العالم.