بقلم | عواطف الغامدي من المعلوم أن الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي أصبحت مؤخرًا جزءًا لا يتجزأ من حياة معظم سكان الأرض وفي ظل هذه المعلومة بالمقابل انتشرت تحذيرات كثيرة في مواقع التواصل ضد مواقع التواصل نفسها، وشنّت عليها أبشع الحملات التي تقول بأن معظم مستخدميها بدأوا استخدام الشبكات الاجتماعيّة قبل أن يتعلّموا كيفيّة التعامل معها بثوا سمومهم للعالم من خلالها وتسببوا بالتشّوه الفكري لمن حولهم، حتى أصبحت منصّة سيئة يريد الشخص التخلص من إدمانها حتى يعيش حياة سوية، ولسنا في صدد الحديث عن هذه السلبيات الآن. لأننا هنا نرغب في مساعدتك للتركيز على النعم وترك النقم حتى يكون استخدام مُثمر دون التعرض للتوتر والتشنج العقلي والهوس والتكرار والحشو الممل الذي يصاحب استخدامها السيء والإدمان المفرط عليها والذي قد يوصلك إلى حالة سيئة و فكرة اعتزالها والتخلص منها كليًا الذي لا يعتبر حلاً مُقنع. السؤال هنا كيف يمكنك بناء نفسك من خلالها ؟ قد يغيب عن البعض مدى أهميتها في تطور ورقي الشخص وأنها مؤخرًا أصبحت أكبر وسيلة للشهرة وتحقيق الأهداف وصنع التأثير وأكبر الظواهر المجتمعية سيطرة، ومن المعروف أيضًا أن طريقة المشاركة فيها طريقة اختيارية وانتقائية تُتيح لك كامل الحرية في عملية الاختيار، لذلك لابد أولاً من استغلال هذه الميّزة لصالحك حيثُ تختار وتحدد الوقت المناسب لها والنشاط المحدد حتى لا تطغى على حياتك الواقعية وبعدها تقوم بصناعة الفقاعة الآمنة التي تمكنك من الوصول لأهداف وتجعلك تشعر بالنجاح والقيمة والأثر في حياتك عن طريق صناعة محتوى دائم الإخضرار و مُتابعة من يقدم محتوى مُثري وشعور طيب فيها لتحصل على تواصل أفضل وتترك كل ما يشجع على أذية الآخرين وانتقادهم والتقليل منهم، وتجاهل كل مايمكن أن يُفسد عليك مُتعة يومك بالإنشغال لصناعة ما يجعلك ناجحًا غدًا، أيضًا باستطاعتك عمل نموذج تنموي فريد من نوعه إذا ركزت على قاعدة “المليء بالمفيد” بتسخير ماتقدمه من خدمات قيمة، أكتب، و إبحث تعلم وناقش بأدب الحوار تواصل مع العالم الآخر والثقافات الأخرى شارك في الأعمال التطوعية وتابع منشورات التوعية المجتمعية تقرب من الشخصيات المُبدعة من أدباء، وعلماء، وكتاب، وسياسة، وفنانين وابحث عن فرص العمل وزيادة الدخل إطلع على آخر الأخبار والبيانات والمعلومات المفيدة، إقرأ أكثر وبادل الآراء حول المواضيع التي تكسبك خبرة، كون صداقات وعلاقات إجتماعية تنفعك وقدم المساعدة لمن يحتاج واجتهد في نشر الخير لتكون من الأعمال التي تتقرب بها إلى الله. دورها الجوهري في صناعة شخصية مُبدعه لايمكن إنكاره أبدًا لذلك تعُتبر طاقة يجب عليك استثمارها وتوجيهها وتسخيرها لتقدمك دون المساس بأساسيات الخصوصية والحدود المطلوبة منك، يجب استغلالها لبناء الشخصية والتطور كميكانيكة نفسية خفية إلتفت لها الان.