بقلم | عواطف الغامدي نحن لا نحتاج ليوم خاص للتذكير والتأكيد بأننا لسنا كائنات فضائية وأننا موجودين بالفعل في الكوكب فالتفتوا لنّا من فضلكم. نحن لا نحتاج يوم نقوم بالصراع لإثبات وجودنا في المجتمع واستعراض جهودنا السابقة والمؤثرة حتى نوضح أننا كاملات الأهلية ولدينا القدرة على العيش والتأثير في الحياة ونحتاج أن نحصل على بعض التقدير والقيمة والتهنئة منكم اليوم. أيضًا لانحتاج ليوم نظهر فيه بمظهر المرأة الثورية ذات القضية ونعيد فيه نشر النماذج التي تجعل منا أشياء حساسة لدرجة الضعف، والمقالات الناطقة بالمأساة والمعاناة والعجز والمطالبة بالحقوق والمقارنة مع الرجل بشيءٍ من الإجحاف والوقف في موضع المهددة الفاقدة للسيطرة على مصيرها. ولا نحتاج الى الالتفاتات المتعاونة التي تعزز بشكل آخر التبخيس من قيمتنا الإجتماعية والنظرة الدونية والتبعية وكذلك التمييز الجنسي، لأن ترويج مثل هذه القناعات والأفكار للمرأة تؤدي إلى غرس عدم الثقة في نفسها وإمكانيتها وتكتفي بمكانة هامشية في المجتمع ويولد عندها عقدة انعدام الكفاءة الاجتماعية وكذلك الاستلاب العقائدي: و هو أن تؤمن المرأة أنها كائن قاصر جاهل ثرثار عاطفي لا يستطيع مجابهة أي أمر بجدية ومسؤولية ويحتاج دائمًا للدعم والتحفيز، ويشمل أيضًا طمس إمكاناتها المهنية والإنتاجية وتصويرها كأنها أمر خارج عن المألوف. الاحتفال بهذا اليوم مثل مناقشة أمر بديهي لأنه فعلاً كل الأيام يومنا أنها فكرة مُسلّمة و يقينية لا تقبل الجدل لتجعل الأمر يبدو كنضال نسوي، والأشخاص الذين تجدهم حماسيّون ومنفعلون تجاه هذا الموضوع ويحاولون “تهويله” بالتأكيد يعبثون بمعنى اليقين وبديهيات الحياة. كذلك يذكر أننا الآن ممتنين جدًا لما خلقنا وفطرنا الله عليه وجاهزين للحب والعطاء كالعادة ونسير في اتجاه أكثر وعيا لتغيير الأساطير التي تسلب كياننا الإنساني وتغيير رواسب الماضي التي تحيط بها الأوهام والخرافة والرضوخ والقهر من كل جانب. أصبحنا في زمن متحرر فكريًا وثقافيًا نحتل مكانة رفيعة الشأن لا تتعارض مع ديننا الإسلامي حيث تتوزيع فيه الادوار بشكل متكامل ونحظى بكل الامكانيات الحياتية في مجتمع يعّي وضعية المرأة الفعلية وأهمية مشاركتها في بناءه وارتقاءه إذ لايمكن أن يرتقي بالرجل دون المرأة وكذلك يؤمن بالاثراء المتبادل لكل من الرجل والمرأة لعيش حياة منتجة ومشتركة في الأعباء والمسؤوليات داخل الأسرة وخارجها. وايضًا اتاح فرص لتعليمها وتنمية طاقاتها حتى ابدعت في كل المجالات وبسطت نفوذها حتى أصبحت كل الأيام يومها العالمي.