بقلم | حسن بن مانع آل عمير القيادة هبة ربانية يمنحها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء ويمكنه من التأثير من خلالها على من حوله,, نعم تعلمنا في دراستنا ودوراتنا وفي بيوت الخبرة العالمية أن القيادة يمكن أن تكتسب مع المراس والدربة والتعلم المستمر ولكنها القيادة الإدارية والتي تعد مهمة للغاية وضرورية لنجاح المنظمات والقطاعات المختلفة,, وفي هذا المقال فإني بصدد الحديث عن القيادة الملهمة والقيادة التحويلية التي تصنع الفرق وتحفز الناس وتأخذ بأيديهم نحو معالي الأمور,, القيادة تكمن في قدرة القائد على التأثير على من حوله وتحفيزهم لإنجاز الأهداف التي ترتقي بالقطاع الذي يعملون فيه وتسهم في نجاحاتهم الشخصية. معالي رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ استطاع وفي فترة وجيزة أن يكون له بصمة وأثر واستطاع عمل حراك قوي ونقلة نوعية داخل الرياضة السعودية وأصبح الاسم الأبرز نتيجة للقرارات التحويلية والجريئة والحاسمة التي لم يسبق أن اتخذت في مجال الرياضة السعودية على مر العقود الماضية. من خلال متابعتي لما تم عمله في هيئة الرياضة حتى الآن والتغييرات الكبيرة التي حصلت والملفات المعلقة التي تم فتحها والوصول إلي حلول مرضية لجميع أصحاب المصلحة ولأنني أقدم برامج تدريبية في مجال القيادة وفي الجدارات القيادية المهمة لصناعة القائد فقد كنت أركز على الأستاذ تركي آل الشيخ وأعتبره حالة دراسية تستحق الاهتمام والتحليل والدراسة والمتابعة. تابعت لقاءات تلفزيونية متنوعة لمعالي الرئيس ومع عدد من المذيعين الذين يحملون أنماط شخصية متباينة وأصحاب قدرات فكرية وإدراكية متنوعة,, فكنت أجده يحمل كاريزما القائد وتعبيرات وجهة ونبرة صوته ولغة جسده تدل على شخصية مستقرة وهادئة وواثقة وكانت كل تلك الصفات نتيجة لكونه قائداً بالفطرة ولم يحاول التصنع والتمثيل الذي لا يحقق نتائج ولا يؤثر في أتباع. ولعلني أورد قضية القيادة بالفطرة من منظور ديننا الإسلامي الحنيف فنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الأحنف بن قيس رضي الله عنه (والذي ساد بني قيس بحلمه وعدم انفعاله) فيقول له: “إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة، (أي عدم الغضب وعدم الاستعجال)”، فقال الأحنف رضي الله تعالى عنه: أهما خصلتان تخلّقت بهما؟ أو هما خصلتان جبلني الله عليهما؟ (أي فطرية أم مكتسبة؟) وهذا هو موضوع المقال، فقال صلى الله عليه وسلم: “بل هما خصلتان جبلك الله عليهما”. إذاً القيادة فطرية في حق الأحنف. ومن هنا فإني أجد أن الأستاذ تركي آل الشيخ قائد بالفطرة ولديه صفات وجدارات وقدرات عالية تستحق أن تُدرس وتُقيم وتُنمذج كي يتم الاستفادة منها في برامج القيادة الملهمة والتحويلية,, أتمنى أن تأتي الفرصة لمقابلة الأستاذ تركي وطرح مجموعة من الأسئلة الشخصية عليه لمعرفة تجاربه السابقة والبيئة التي عاش فيها ونوعية التعامل التي واجهها داخل أسرته وأثناء مراحل حياته الدراسية وذلك للوصول إليّ العوامل التي شكلت شخصيته الرائعة،، القائد بالفطرة يقود منظمته باقتدار ولديه القدره على تشكيل فرق العمل التي تساعده على تحقيق أهداف المنظمة. القائد بالفطرة لديه امتداد خارج الذات ويحب مساعدة الآخرين ويبذل كل الجهد لتطوير وتنمية وبناء كل من حوله،، القائد بالفطرة مكسب عظيم للمجتمع الذي يعيش فيه لأن إسهاماته وإنجازاته تكون أوضح وأسرع من غيره ولأنه لا ينافس أحد ولا يقارن نفسه إلا بنفسه ويؤمن بأهمية أن يكون اليوم أفضل من أمس وأن يكون الغد أكثر انجازاً ونجاحاً من اليوم. دعواتنا جميعاً للأستاذ تركي آل الشيخ هذا الرجل الرائع والمغير الملهم والقائد بالفطرة أن يوفقه الله ويسدده لكل ما يخدم الرياضة السعودية ويرتقي بأبناء المملكة العربية السعودية ويمكنهم من الوصول لأعلى الإنجازات العالمية.