عاشت الجالية السودانية والعديد من الجنسيات الأخرى، ساعات في مهرجان “ليالي شرقية” لتي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية وذلك ضمن فعاليات الجالية السودانية التي تستمر حتى مساء اليوم السبت وسرد المشاركون القصص التراثية الفلكلورية لدولتهم، وبحضور القنصل السوداني عبد الرحمن رحمة الله، الذي شارك الحاضرين فرحتهم بالتحية والرقص الشعبي. وأوضح مشاركون في الفرق المشاركة أن ” السودان مستودعاَ ضخماَ من الثقافات المختلفة التي كونت واجهة هذه الدولة الموسيقى السودانية والتي تعتبر جسرا من جسور التواصل بين الشعوب وإيصالها للآخرين، بالإضافة الى فرق الفنون الشعبية القبلية المختلفة والتي تمثل تاريخ وثقافة هذا الشعب الكبير والذي يعكس عاداته وتقاليده وأفكاره وأغانيه في الامتدادات الأربعة مع اللهجات والأفكار والزي الخاص بكل موضع من المواضع الأربعة، فعندما تسافر فرقة الفنون الشعبية تشكل حضوراّ كبيرا وهي تعكس إرث وثقافة هذه الأمة بموارثته الكبيرة والمتنوعة والتي يجب أن نحفظ تاريخ وجغرافية البلاد لأن الموسيقى هي فرع من فروع العلوم الأخرى وهذا ليس حكرا لأهل الموسيقى، فالتراث جزء من فكر وتاريخ أمة وبحسب رئيس الفرقة المشاركة عادل سعد الدين “نحن فرقة ملتقى أبناء الوطن للتراث الشرقي من شرق السودان نستخدم السيف المصنوع من غطاء جلد حيواني بقري أو ماعز والربابة والدرق ونلبس السديرية والسواقني والحذاء المرقوق فهذا تراثنا و مازلنا نحييه حتى الآن. مصطفى النذير وهو مشرف على بعض الأركان في المتحف السوداني، يقول ” هناك مأكولات تميز التراث السوداني فالقمح والسمسم والزيوت أطباق رئيسية وهناك مأكولات تستخدم للعلاج فقط، وطقوس الزواج تسمى الجرتق وتعود هذه العادات إلى أصول بعيدة، منها الفرعونى في مناطق الشمال، ومنها الأفريقي في الجنوب “، وحول الفنون الشعبية الأخرى يقول أنها التي تتنوع حسب تنوع الأقاليم والقبائل في السودان، ففي الشمال تعتمد الموسيقى على السلم الخماسي، ويستخدم في عزفها آلات محلية وترية وآلات إيقاعية وآلات النفخ، ومن أبرز الآلات الوترية “الطمبور” الذي تشتهر به قبائل الشمال، والربابة التي تشتهر بها قبائل منطقة غرب السودان، كما تستخدم الآلات الوترية الحديثة في المدن، وتعتبر الطبول من أبرز الآلات الإيقاعية التي كانت تستخدم قديما في جميع المناسبات”. امتزجت الفنون الشعبية بين العطور والبخور، والمأكولات، و أشهر أنواع الحلويات، ولم يغب جانبا عن تلك الحضارة الا واستعرض المشاركون حكايته؛ ولطقوس الزواج حضورا واسعا في قلب المهرجان الذي صهر القبائب السودانية بشرقها وغربها وجنوبها ليلتقوا على أرض المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ويقول محمد عادلي “جئت من مدينة جدة لحضور مهرجان فعاليات مشاركة دولتنا السودان، فالمهرجان أخذ أصداء دولية، لما سيتركه من صبغة ثقافية”.