بقلم | مفرح البسامي كم هو غريب التاريخ وتغيراته …فصفحات نجدها تزيدنا سرور .. ويبارينا الحزن من صفحات أخرى … وفي كل صفحات التاريخ وأحداثه كان للخيل حضورها… فقد اهتم بها العرب.. وحافظوا على سلالاتها.. وميزوا بينها.. وعرفوا صفاتها ..واهتموا بتدريبها.. وحافظوا عليها .. وعند قراءة سير المعارك وأثر قادتها في عصر الجاهلية أوالاسلام من خلال كتب التاريخ ..أو ما حوته الأشعار… من وصف للخيل وفرسانها وكيف حسموا المعارك … وفي قصة عنترة العبسي وفرسه نجد جمال الحب بينهما وقوة التحمل والتضحية والوفاء والتفاهم والتناغم بين فارس مقدام.. وفرس لم يخذل صاحبه … وقد أتى القرآن فذكر الخيل في سورة الأنفال وأمرنا بتربيتها فرباط الخيل هي الخمس فما فوق فقال ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم ﴾[الأنفال: ٦٠] وحث قدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم على الخيل وتربيتها واللطف معها وحسن قيادتها فيقول (لاتقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها) ….. وقال ايضا …(الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) …. ويقول أيضا أن (الشيطان لا يدخل دارا فيها فرسا عتيق) … أي أصيل وفي زمننا هذا وقد زادت مصادر الرفاهة وتنوعت وسائل النقل..فقل الاهتمام بالخيل عند فئة من أبناء هذا الجيل.. لقلة أثرها بعد أن تطورت وسائل النقل.. وأدوات وأجهزت ووسائل الحروب ..مما قلل الاهتمام بتربيتها أو ركوبها… غير أن قيادة بلادنا استمر أهتمامها بالخيل فشجعت على اقتنائها ودعمتها وحضرت مناسباتها وأشرفت على سباقاتها وزادت من رعايتها ..ونوعت مسابقاتها.. وفئاتها.. وأعمارها.. وأصولها.. وفي منطقة عسير يبرز من بين ملاك الخيل .. الاستاذ عبدالرحمن حسين بن سحيم البسامي بميوله القوي.. نحو هذه الرياضة.. فقد وهبها من ماله ووقته وجده وحرصه واهتمامه .. وافتتح مربطا للخيل بمواصفات عالية يوسمه بمربط (الوسم) بتاريخ ٢٨ / ٧ / ١٤٣٧ هجري وقد تنوعت أهداف هذا المربط ..لتتوافق مع طموحات مالكه.. التي تلامس غايات في قمة الروعة…منها: . تدريب أساسيات ركوب الخيل .. والقفز..والتحمل .. والعسف .. و كذلك توفير مستلزماتها.. وفي فترة وجيزة أصبح للمربط دور فاعل ..وتجلت طموحات صاحبه.. فنظم سباق.. وشارك في سباقات.. وحصل في عامه الأول على المركز السادس ..ثم قفز هذا العام في سباق القدرة والتحمل على كأس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد وبرعاية مجلس التنمية السياحية بعسير فحقق المركزين الثالث والرابع كما حصل على المركز الاول في بطولة الجمال فئة الأمهار على كأس سمو أمير منطقة عسير. ومما تجدر الاشارة إليه أن هذا المربط قد خرج (٢٠٠) فارسا ولهذا الشاب الطموح امتنان أهلي منطقة عسير بشكل عام على وجود هذا المربط وبخاصة أهالي خميس مشيط لوجود مكان يهتم بالخيل وبالتدريب على ركوبها وفنونها وبامكانات عالية ليتدرب أبنائهم وليقضوا على وقت فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة ويحظى هذا المربط بمتابعة كبيرة ومستمرة من محبي هذه الرياضة العربية الأصيلة وقفة مع أبيات عنترة: يدعون عنتر و الرماح كأنها… أشطان بئرٍ في لبان الأدهم ما زلت أرميهم بثغرة نحره…. و لبانه حتى تسربل بالدم فازور من وقع القنا بلبانه….. و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم لو كان يدري ما المحاورة اشتكى….. ولكان لو علم الكلام مكلمي