بقلم | حنان القحطاني سأخبركم عن سفينة النجاة التي هي صمام أمانٍ لنا بعد الله شعيرة عظيمة أصبح الناس في غاية الاهمال والتكاسل عنها نعم إنها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصبح من يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر يُنظر له بأنه يدّعي المثالية منزّه ومعصوم عن الخطأ ينظر له باستخفاف ويتجنبه أكثر الناس ويطلقون عليه مسميات لاتمت له بأي صلة مثل (مطوع داعشي أو درّه). أصبح مجتمعنا إلا من رحم ربي يتكاسل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ناسين وغير مدركين بأنها الشعيرة التي ميزّنا الله بها بأن جعلنا خير أمة أخرجت للناس والتي هي وظيفة الرسل وأتباعهم ونوع من الجهاد وسببان من أسباب قبول الأعمال ورفعها إلى الله تعالى وتركهما سبب لرد الأعمال وعدم قبولها، كما أن ترك هذه الشعيرة سبب لعدم إجابة الدعاء، وقد وردت أحاديث في ذلك منها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : « مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم » [رواه أحمد]. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة، وقد عدّه العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدمه الله عزّ وجلّ على الإيمان كما في قوله تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). كما أنه من أسباب النصر فقد قال الله تعالى: { ولينصُرَنَّ الله من ينصره إن الله لقويٌ عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبةُ الأمور}. وفي هذا إيضاح لعظم شأن هذا الواجب وبيان لأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب، وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير ويضمحل الشر ويقل المنكر، وبإضاعته تكون العواقب والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة، وتتفرق الأمة وتقسو القلوب أو تموت، وتظهر الرذائل وتنتشر، ويظهر صوت الباطل والمنكر. فقد شاع بين الناس تجاهل الأمر بالمعروف واعتبروه تدخلاً في شؤون الغير وهذا من قلة الفهم ونقص الإيمان.