بقلم | فاطمة الجباري من الحرم المكي أبعث رسالة للعالم بأسره، أن هذا الوطن الذي احتوى الصغير والكبير الأبيض والأسود العربي والأعجمي العالم والجاهل الزاهد والعابد الفقير والغني صاحب الفكر و المبدئ والبذيء والرديء ، أصحاب الهمم وضعاف النفوس الصديق والعدو في زمن واحد ومكان واحد دون استثناء ولا إقصاء هذا الوطن الذي يفتح ذراعيه للزوار والمقيمين بهذا العدد والكثافة ولا يتوانى عن خدمتهم جميعاً على حد سواء يرشد ضالاً يغيث محتاجاً يعطي سائلاً دون كلل أو ملل وطن بمثابة الأم لأبنائها. رسالة إلى كل من يحاول انتقاص دور المملكة العربية السعودية في استضافة ضيوف الرحمن والتقليل من شأنهم وجهودهم حكومة وشعباً الى كل من يسعى لبث الفتن إلى من أعمى الحقد بصره وملأ الحسد صدره توقف !! لن تستطيع تفريق شملنا ولا تمزيق وحدتنا . رسالة الى كل من يريد العبث ببلاد الحرمين. خبت وخسرت ، بلاد الحرمين يحميها رب استجاب لدعوة أبينا ابراهيم عليه السلام قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )(126) سورة البقرة. لقد سأل الله أن يجعله بلداً أمنا ، يعني بقوله: “آمنا “: آمنا من الجبابرة وغيرهم ، ومن عقوبة الله أن تناله كما تنال سائر البلدان، من خسف وغرق، وغير ذلك من سخط الله ومايصيب سائر البلاد ، كما سأل ربه ذلك لأنه أسكن فيه ذريته، وهو غير ذي زرع ولا ضرع، فاستعاذ ربه من أن يهلكهم به جوعا وعطشا، وأن يجعل أفئدة الناس تهوي إليه حباً وتعظيماً ثم دعا لهم بالرزق. وهنا ينبغي أن نعلم أنه إذا اجتمع للناس الخير والبركة وجب عليهم شكر النعمة ، ومن شكر النعم أن ندعو بالخير لخادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية وجنود الوطن بالتوفيق والسداد والتأييد وأن يحفظ بلاد الحرمين من كل من يريد العبث بعقيدتها وأمنها وممتلكاتها وهويتها وأن يرد كيده في نحره وأن يشغله بنفسه. شاهدنا خدام بيت الله كخلية النحل في عمل دؤوب انتشروا في كل بقعة مقدمين خدماتهم للزائر والمعتمر، يرشدون التائهة والضال يسقون الظامئ و يساعدون المتعثر والمحتاج ويطعمون الطعام. نحن تضيق صدورنا في الزحام والتدافع وينفذ صبرنا أما خدام بيت الله احتسبوا الأجر وكانوا خير من يمثل الوطن بعملهم وإخلاصهم ومساعدتهم وعطائهم يتعاملون مع الفض الغليظ بهدوء وحكمة وصبر. خدام بيت الله لا يعرفون طعم الراحة اعتادوا على البذل والعطاء على الرغم من الأعداد الكثيرة إلا أن العمل ينجز في وقت قياسي وبسرعة فائقة. من يرى موائد الإفطار في الحرم المكي والنبوي في رمضان على امتداد الحرم طولا وعرضا ومن جميع الجهات، وما أن يعلن المؤذن دخول وقت الافطار ويبدأ الصائمون في تناول إفطارهم ماهي إلا لحظات حتى يعود كل شيء في مكانه من حمل بقايا الطعام وغسل الأرضيات وتعطير المكان ،خدمات جليلة وجهود عظيمة تقدم لضيوف الرحمان . أخرس الله ألسنة من يكيد ويدبر ويحاول المساس ببلادنا ويسعى لتفريقنا ،و أدام الله أمننا وأماننا وحفظ ديننا و بلادنا وولي أمرنا وأيده بنصره وتمكينه وأصلح بطانته وكفانا وكفى بلادنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين. بقلم / فاطمة الجباري