على ضوء عمليات عاصفة الحزم الجارية لمنع إيران من الهيمنة على اليمن وسواحله ومضيق باب المندب ينبغي على السعودية سيدة الحزم والعزم والريادة وعلى حلفاءها الاشقاء بمجلس التعاون في ظل هذه التحولات الخطيرة عدم التقليل من خطر التحديات المتوقعة التي تشكلها الطائرات بدون طيار لدى ايران حتى وإن كانت اقل تطوراً من غيرها فهي بيد حرس ثوري مؤدلج بالارهاب ضدنا وتسعى ايران من خلاله للتوسع. هذه المنظومات من الطائرات المُسيرة بدون طيار لدى ايران تشكل تهديدا كبيرا ليس ضد الأهداف العسكرية فحسب بل حتى على البُنى والمنشآت المدنية في دول مجلس التعاون الخليجي اذا استطاعت ايران استخدمتها ضدها ، وعلينا أن نتذكر حادث اغلاق مطار دبي وتوقف الملاحة الجوية في الآونة الاخيرة بسبب تحليق طائرة استطلاع مجهولة الهوية حينذاك بالقرب منه. أن رفع العقوبات عن ايران بموجب الاتفاق النووي سيء الذكر سيعطي الملالي الدجالين فرصة الحصول على تعاون دولي أوسع لبرنامج الطائرات بدون طيار ، وتشير بعض الوسائل الإعلامية بإمكانية حصول ذلك مع روسيا والتشيك والهند والصين وروسيا البيضاء ، وإذا ما استطاعت ايران من تحقيق ذلك التعاون فستحصل على تكنلوجيا متقدمة لصنع تلك الطائرات بأعداد هائلة وبمواصفات ذات مدى اطول وقدرات أفضل وقواعد بيانات اكثر تنوعا. إن الواقع يؤكد ان ليس هناك مهرب من تعاون خليجي حقيقي لتوطين صناعات الطائرات بدون طيار ليضاف الى ما هو موجود أصلاً وهذا يتطلب شراكات دولية استثمارية واسعة لصناعة هذه الطائرات ، والهدف هو ان تصبح ايران غير متفوقة في هذا المجال وغير متفردة بالبحوث والتصنيع والتعاون الدولي والإنتاج . إن شراء المنظومات واستيرادها جيد ومفيد ولكن التعاون خليجيا في توسيع هذا المشروع محليا كمشروع استراتيجي لأغراض الدفاع والاستثمار يُعد مصلحة استراتيجية وطنية لتحقيق التوازان على الأقل مع دولة ثورية توسعية تعلن العداء للعرب وخاصة السعودية ودول مجلس التعاون. عاصفة الحزم تقول لنا ابدأوا اليوم وليس غداً فإيران بحرسها الثوري تسعى بصمت وسرية وتسارع للتغلغل في دول متقدمة في مجال الاسلحة والصناعات. هذا التحليل يسنده الواقع ويدعمه نتائج التخبط الامريكي الغبي الذي يتعامى عن ارهاب ايران المتواصل.