لا تزال المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تقدم للعالم نموذجاً للدولة الواعية المسئولة الحازمة. فالمملكة، طوال تاريخها، ومنذ التأسيس على يد المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز، لا تعتدي لا على سيادة بلد ولا كرامة شعب، ولا تحرض على العدوان، لكنها حينما تمس سيادتها تقطع اليد التي تمتد إليها بالسوء بشجاعة وقوة وحزم، مثلما المملكة مخلصة سباقة إلى مد العون لكل شعب وبلد يجنح إلى السلام وإرساء علاقات مودة متبادلة واحترام. و«عاصفة الحزم» رسالة واضحة لإيران ولكل القوى المشاغبة التي جعلت من النيل من المملكة بضاعة لها، فالمملكة لم تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الميليشيات الحوثية تختطف اليمن، وتجري استعراضات وتهديدات على حدود المملكة. ولم تنتظر المملكة حتى تكبر نار الحوثي وتتكثف شرورها، فبدأت عاصفة الحزم، بالاشتراك والتعاون مع أشقائها في مجلس التعاون الخليجي، دولة الإمارات، ومملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت، والاشقاء في الأردن ومصر والمغرب والسودان. حيث تشكلت قوة ردع سعودية خليجية عربية وبدأت تلقن دروسها وبأسها لخلايا طهران وميليشيات علي عبدالله صالح الذي باع اليمن وأمته العربية لصالح طهران وخلاياها ودسائسها ومؤامراتها بثمن بخس. وكان لزيارة سمو ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمو وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لأبطال العاصفة في الطائف واجتماعهما بالطيارين والقادة والضباط والاستماع إليهم، مثل واضح على أن المملكة والإمارات والدول الخليجية والعربية المشاركة في عمليات «العاصفة» هي قلب الأمة النابض ودرعها الحصينة. والإشادة التي أدلى بها سمو الشيخ محمد بن زايد، بحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشجاعته، إنما هي وسام على صدر كل مواطن وتكريم لكل سعودي، وهي شهادة حق من زعيم عربي شارك في شجاعة القرار والموقف والخطة والإعداد والتنفيذ. وقد شارك الطيارون الخليجيون والعرب، إخوانهم الطيارين السعوديين، ببسالة ومهارة أثارت إعجاب المراقبين، في الذود عن حياض الكرامة العربية، ومن أجل إرساء السلام في اليمن الشقيق وصيانة دول الخليج وحدودها وسيادتها واستقرارها. ولا ريب أن عاصفة الحزم من شيم المملكة وتاريخها، فهي صديقة مخلصة وبقوة لمن يجنح إلى السلام، وهي عنيفة شديدة لمن ينتهج العدوان والاستخفاف بالمملكة وقوة ردها. وسبق أن جربت إيران المملكة، إذ سبق لإيران وحرسها الثوري، أن مارست كل صنوف العدوان ضد المملكة، ثم حينما أوقفت مؤامراتها وفتنها، وجدت من المملكة كل ترحاب ومودة وتعاون، لكن حينما نكث الإيرانيون وعودهم وعادوا إلى ثقافة الدسائس والمؤامرات وفتن الحرس الثوري، بدأت المملكة تعد العدة للدفاع عن سيادتها وشعبها وأمنها ومكتسباتها وسلام جيرانها، في وجه المغامرات الإيرانية العدوانية، حتى اضطرت المملكة لإعطاء طهران دروسا عملية في عاصفة الحزم لمعالجة فتن إيران وسلوكها العدواني.