(عد ارجالك واورد الماء) تعد هذه المقولة الاساس الذي انطلقت منه دعوة الشيخ الحميدي الدهام الجربا، بتشكيل جيش دفاع من ابناء قبيلة شمر العربية الشريفة، للدفاع عن ارضهم وعرضهم، بعد ان استباحت قوة الظلام الدواعش دماء ابناء جزيرة شمر في شمال العراق، فقد لاقت تلك الدعوة استجابة عالية من ابناء القبيلة الذين سارعوا بالالتحاق بصفوف جيش الصناديد. مثل هذه الدعوة لا تعد عنصرية وقبلية بقدر ما تعد نخوة عربية استفزها الكم الهائل من الهوان الذي يتعرض له سكان الموصل والجزيرة، فالعراق اليوم يتعرض من جنوبه الى شماله لعملية احتلال فارسية برضا تيارات طائفية عراقية تحتكر القرار السياسي في حكومة بغداد. قبائل العراق يحتاجون مثل هذه الدعوات البطولية لحماية وجودهم وارضهم من ارهاب داعش وغدر الطائفيين، فالخيار العشائري بكل القراءات السياسية والحضارية يعد اليوم من افضل الخيارات المنطقية للحفاظ على سلامة العراق العربي، فهو خيار افضل من الخيار الطائفي والمذهبي، حيث ان المذهبية لم تكن تاريخيا خيارا سياسيا يجمع الشعب حول هدف واحد، بل خيارا لتعميق التشظي الاجتماعي ونشر خطاب الكراهية والتكفير، وبما ان المذهبية اصبحت هي السائدة في الفضاء السياسي العراقي وتسعى لشطب كل الانتماءات القومية والقبلية، وعملت على تمزيق العراق جغرافيا وتاريخيا، فلا ارض موحدة، ولا تاريخ في ظل سيطرة المذهبية قادر على اعادة نفسه باشكاله العربية والكردية والتركمانية والايزيدية التي تسمى بمجموعها العراق، فكل تلك القوميات لم يكن من بينها قومية فارسية، التي تعد القومية المسيطرة عمليا على العراق. الحشد الشعبي بعد ان شاهدنا قاسم سليماني يحدد له اهدافه واعداءه الذين تجاوزوا داعش الى مذهب داعش، لا يمكن وصف هذا الحشد الا انه حشد طائفي يعمل في دائرة المصالح الايرانية، مهما قدمت من مبررات، فطائفية الحشد الطائفي وإرهاب داعش، لا يقابلان الا بنخوة عربية مسلمة تلتزم بشرف الانتماء العربي وطهارة الدين الاسلامي، كل يوم نسمع عن تجمع عشائر الشمال العراقي للتنديد بالحشد الشعبي والتدخلات الايرانية والحرس الثوري للولي الفقيه بقيادة الارهابي قاسم سليماني، فلم تمنع تلك الاجتماعات القتل الارهابي والطائفي، ولم توصل صوت العشائر العربية للمسؤولين عن هذا القتل المجنون، فخيار تشكيل جيش من العشائر العراقية العربية لا يمكن وصفه الا انه خيار شجاع ومنطقي لمواجهة الجبن والجنون الطائفي، فعندما تتحرك الاسر الكبيرة في شمال العراق التي لها وزنها في التاريخ الوطني كأسرة الجربا فلا بد ان تخلق عملا بطوليا يضيف لتاريخ العراق نصرا جديدا، فالقضية ليست قضية عشيرة واحدة بل مجموعة كبيرة من العشائر العربية تتعرض لنفس الخطر، لذا وجب على تلك القوى العشائرية لحماية عرضها وارضها دعم جيش الصناديد.