بقلم | د. مسعود ال جعثم الناس في مجتمعاتنا تتمايز و تختلف باختلاف مستوى التدين واختلاف مستوى التربية وتأثير العادات والتقاليد، حيث تجد منهم الذين يسعون لنشر الخير ومحبة الخير ويدعون للخير، يسدون النصيحة، ويبذلون المعروف، ويساعدون المحتاج، ويغيثون الملهوف، ويكفون اللسان ولا يمدون اليد الا للبر والصلة يوزعون المحبة، ….. كل ذلك ناتج عن تربية أسرية زرعت فيهم سبل السعادة وعلمتهم احترام مشاعر الآخرين، وبذرت فيهم ان كمال ذلك طلب الأجر والثواب من العزيز الحكيم، وهؤلاء كُثر ولله الحمد وهم مخرجات تربية أصيلة والتزام بتعاليم الدين الشرعية. ولكن في الجانب الآخر …لا تندهش … اذا رأيت اشخاصاً او حتى عوائلاً بأكملها او البعض منها تستمريء المنكر وتدعو له … بل وتتفنن في أساليب نشره بين الناس … تؤذي الناس باللسان وباليد حيناً آخر، عندهم الجرأة على الجدل الممقوت وعندهم حب البروز على اكتاف الآخرين لا يراعون مشاعر الناس ولا ظروفهم هّمهم هّم أنفسهم ……، لديهم حُب الذات مرتفع حتى تجاوز الحدود، لديهم الرغبة في ايذاء الآخرين بل يتلذذون بذلك، ضاربين بتعاليم الدين الشرعية عرض الحائط وغير مبالين بأعراف وتقاليد مجتمعهم بقصد منهم وهو الأحرى او بجهلٍ مطبق، أصبحوا مستأجرين فكرياً وثقافياً عندهم الرغبة في التمرد على تعاليم الدين بدعوى التحرر والانفلات كأننا في سجن “أبوغريب” أو “جاونتنامو”، يدعون التحضر والتمدن وهما منهم برئيان، وللأسف تجد منهم ذوو الشيبة ومن تجاوز الستين والسبعين ولا زالوا على ذلك الحال!!!! إلى متى؟ ونحن على هذا الحال وللأسف الشديد كانوا في الأزمنة الماضية قليل ولكن مع توفر وسائل التواصل والقنوات الهابطة: ((للسفور والهياط)) تكاثرت أعدادهم في أوساطنا بل ان الكثير من هذا الصنف يثير النعرات الجاهلية من المناطقية والقبلية والفئوية بقصد تمييع المجتمع!!! غايتهم اما ان أكون انا او عليّ وعلى اعداءي. وهنا نتذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ منَ النَّاسِ مفاتيحَ للخيرِ، مغاليقَ للشَّرِّ، وإنَّ منَ النَّاسِ مفاتيحَ للشَّرِّ مغاليقَ للخيرِ، فَطوبى لمن جعلَ اللَّهُ مفاتيحَ الخيرِ على يدَيهِ، وويلٌ لمن جَعلَ اللَّهُ مفاتيحَ الشَّرِّ على يديهِ))- صححه ابن ماجه. عليك أخي القاريء التمييز بين الصنفين السابقة من الناس وفق ماورد في الحديث السابق!!! أما تنوع الناس بين ذلك يذكرنا بحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: ((سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: من أكرمُ الناسِ ؟ قال: (أتقاهم للهِ) قالوا: ليس عن هذا نسألكَ ، قال : (فأكرمُ الناسِ يوسفُ نبيُّ اللهِ، ابنُ نبيِّ اللهِ، ابنُ نبيِّ اللهِ، ابنُ خليلِ اللهِ) قالوا: ليس عن هذا نسألكَ، قال: (فعن معادنِ العربِ تسألونني؟ الناسُ معادنُ، خيارهم في الجاهليةِ خيارهم في الإسلامِ، إذا فَقِهُوا)- صححه البخاري ويقول الشاعر: الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم لا يستوون كما لا يستوي الشجر هذا له ثمر حلو مذاقته وذاك ليس له طعم ولا ثمر بالفعل الناس معادن فلنختار لأنفسنا اي المعادن يجب ان نكون ….. وكذا العوائل والقبائل عليها الاختيار من أي المعادن يجب ان يكونوا ، وهذا محكوم بتوجيه الشرفاء فيهم وجهود المربين الذين وجب عليهم الأخذ على أيدي السفهاء والحمقاء في أوساطهم الذين غلبوا مصالحهم الشخصية وشهواتهم على رغبات مجتمعاتهم بقصد تسفيه احلام الناس وهدم شرائعهم وإلحاق الضرر بهم وأننا اذا لم نأخذ على أيديهم أوشك المجتمع ان ينهار ويحل به ما حل بدول الجوار ومجتمعات الغرب المنهار ….. وأوشك ان يقع علينا العذاب لا قدر الله؟؟ كل واحدٍ منا يسأل نفسه من أي المعادن هو؟؟ ومن اي المعادن يجب ان يكون؟؟ ثم ليسأل كل واحدٍ نفسه هل هو مفتاح للخير مغلاق للشر ام العكس؟؟ اترك الاجابة لكم ايها الشرفاء …. رسالتي للغيورين!! والغيورين فقط!! من أبناء: مجتمعي-قبيلتي- وطني- أمتي. د. مسعود آل جعثم