في الشمال رعد، وفي الجنوب عاصفة.. هنا المملكة تحدها من الشمال حرب ومن الجنوب حرب.. الكرامة والاستقرار ثمنهما الرجال، وأية رجال، صفوة الصفوة، حربنا حرب خيارات بين رجل ورجل، الاول يعطي ولا يأخذ، والثاني يأخذ ويأخذ ويأخذ حتى لا يتبقى عطاء يمنح.. رجال الحرب رجال الكرامة والعطاء والتضحيات، جنود نبتت كرامتهم من الأرض التي يحمونها، وليس من هشتاقات تويتر واستراحات اللقاءات الموبوءة، أو بقايا الريالات من المشروعات المتعثرة، كرمهم بالنفس وليس بالوطن: “لا كريم الا كريم بروحه يوم المنايا حاضر قصابها”.. رعد الشمال رسالة حرب سعودية لمن وراء الحدود ومن هم بداخلها، عدونا يقظ وحذرنا يقظ، وحزمنا وسيلة وغاية: نصر بالسلاح، وسلاح للنصر، 20 دولة تشاركنا السلاح والغاية، من ارضنا القرار ومن ارضنا الارادة ومنها الانطلاق نحو صدر العدو وأرضه، الاستعداد للحرب يشبه الاستعداد للاحتفال بالعيد، هكذا التاريخ يروي وهكذا المجد يريد، الحرب عيد الابطال، قدر من الله لا يموت البطل الا في ليالي اعياد المعركة، ليحيي بعده أعياد الوطن والنصر، وذكرى لا تموت.. المملكة تحتفل بأبطالها في الشمال والجنوب، لتعلم الخطر شجاعة الفرح.. كلنا رأى البطل الطيار وهو ينزل كالفارس من طائرته في عزاء شقيقه الذي استشهد، ويقول: هنئوني ولا تعزوني، اليوم فرح وليس عزاء، وأم شهيد تطلب من ابنها الوحيد ان يحمل سلاح شقيقه لتفرح بالذكرى والنصر.. رعد الشمال ليس تمرينا عسكريا للاستعداد والجاهزية الحربية، ورفع معنوية الجنود، بل شعار احتفال وطني، يبحث عن الاديب والشاعر والانسان الذي يبني من صوت البطولات مسرحا ومنبرا وناديا يدعو له الاهل والاصحاب للاحتفال بالقائد والجندي والارض، قرع طبول الحرب لا ترعب الا الجبناء، فلمَ لا نغني لها، وننشد، ونسمع زغاريد الجميلات، وتكبيرات الصالحين، فليعذرنا اليوم تاجر العقار، وتاجر الدواء، والسياحة، فالنزهة اليوم والسياحة لا تحتاجان حرصهم على الربح، ولا تحتاجان فكرهم الاستثماري، البيع روح والشراء وطن، اصحاب المناصب اصدروا التعميمات والتعليمات، فالكل عنكم اليوم بعيد، رعد الشمال قرار قائد وشعب ووطن، نحتاج صمت البعض، ونحتاج صوت البعض.. سلمان شعبك صوت الوطن، نادى عبدالعزيز ولبى سلمان بن عبدالعزيز.