أكد الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، أن المملكة تعيش حراكاً تنموياً شاملاً في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – والتي تؤكد دوماً على الاهتمام بشؤون المواطن ورعايته، وتعزيز التنمية الاجتماعية المستدامة. جاء ذلك خلال زيارة سموه التفقدية لمحافظة المهد والتي استهلها بلقاء الأهالي ورؤساء المراكز ومديري الإدارات الحكومية. وقال: إن الدولة عاقدة العزم على خلق المزيد من فرص العمل ، واستثمار الإمكانات لتنويع الاقتصاد ، مضيفًا : سنمضى قدمًا في برامج التنمية ولن نسمح لمحاولات الأعداء وأعوانهم بأن تؤثر على مسيرة النماء والعطاء ، فهذه الدولة قامت على العقيدة الإسلامية واعتمدت على الرجال قبل اكتشاف المعادن والثروات. وحث أمير المنطقة خلال ترأسه الاجتماع المشترك للمجلسين المحلي والبلدي ، الجهات الحكومية كافة على رفع مستوى الخدمات وبذل الجهود لخدمة المواطنين والمقيمين بما يلبي تطلعات القيادة الرشيدة. وأوضح أن قطاع التعدين في المملكة يكتسب أهمية متنامية ويحظى بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين باعتباره أحد الركائز المهمة في استراتيجيات تنويع مصادر الدخل للمملكة ، مؤكدًا سموه خلال حفل توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين منظومة نماء المنورة التنموية وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) لتفعيل وتنفيذ المبادرات المتعلقة بالتنمية المحلية في محافظة مهد الذهب، والتي تشمل عددًا من البرامج التكاملية بين الجهتين والهادفة إلى تعزيز الصناعات التحويلية ، مبينًا حرصه على دعم وتشجيع كل جهد يستهدف توفير الفرص الاقتصادية والتنموية، من أجل استيعاب الأفكار البناءة والتي تعزز من استمرارية التنمية وتنوعها. وعبر الأمير فيصل بن سلمان عن سعادته بمستوى تعاون الجهات بمختلف أنواعها في سبيل تحقيق الرؤية المستقبلية للمنطقة ، عادًا هذه الاتفاقية إحدى النماذج المشرفة في هذا الحراك حيث ستسهم في تعزيز التنمية في المنطقة ككل وفي محافظة مهد الذهب على وجه الخصوص، من خلال تعزيز الحراك الاقتصادي وإيجاد فرص عمل مبتكرة، لافتًا النظر إلى أن منطقة المدينةالمنورة تشهد توجهًا تنموياً نوعياً عبر طرح منظومة متكاملة لتعزيز العمل الصناعي والاقتصادي فيها، ومن بين ذلك تعزيز نجاح مبادرة “صُنع المدينة”، وهو التوجه الذي ترعاه إمارة المنطقة ويشارك فيه القطاع الخاص. وأشار إلى أن هذه الاتفاقية تعكس رؤية المنطقة في التنمية المتوازنة والمستدامة ودور منظومة نماء المنورة وشركة معادن تجاه المجتمعات التي تعمل فيها، سواء في التنمية الاجتماعية والاقتصادية أو في المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية ، وقدم سمو أمير منطقة المدينةالمنورة الشكر والتقدير للرئيس التنفيذي لشركة معادن المهندس خالد المديفر على الدور البناء الذي تقوم به الشركة. ووقع الاتفاقية عن وقف المنورة أحمد المحايري عضو مجلس النظارة وأمين عام الوقف، وعن شركة معادن المهندس نبيل الفريح نائب الرئيس الأعلى للموارد البشرية والاستدامة. ومن أبرز تلك المبادرات مساهمة شركة “معادن” في تمويل تطوير مبنى “معامل المنورة للإبداع”، والذي سيقام في محافظة مهد الذهب بجانب إكمال الأعمال الإنشائية لمركز مهد الذهب الحضاري للمناسبات والمؤتمرات، والذي أنشأته معادن بتكلفة 20 مليون ريال، وسيسلم إلى منظومة نماء المنورة التنموية؛ لتشغيله وإدارته لصالح أهالي محافظة مهد الذهب بحسب اتفاقية التعاون المبرمة. ومن ضمن المبادرات الإستراتيجية المنبثقة عن الاتفاقية، شهد الحفل توقيع اتفاقية شركة معادن مع شركة طيبة للذهب والمجوهرات وتوقيع الأخيرة مع برنامج “صُنع المدينة” إحدى المبادرات التابعة ل ” منظومة نماء المنورة” من خلال توفير الذهب والفضة والمعادن الأخرى المستخرجة من المناجم في محافظة مهد الذهب ليتسنى بذلك وضع شعار صنع المدينة على المجوهرات والمصوغات المنتجة من معادن المنجم لتحمل الأصالة ولتمكن المستفيدين من برامج صنع المدينة لإنتاج مصوغات فضية وذهب محلي من خيرات أرض الوطن. واختتم أمير منطقة المدينةالمنورة جولته التفقدية بزيارة لمنجم مهد الذهب التاريخي والذي يعد أحد شواهد التنمية المستدامة لقطاع التعدين في المملكة ، ومنذ أمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بإنشائه أسهم المنجم في إثراء الحركة الاقتصادية في المحافظة من خلال التوظيف والتدريب والعقود التجارية مع المؤسسات المحلية، كما أدت نشاطات المنجم التعدينية والتجارية إلى بروز الحرف والصناعات الخفيفة والتي أسهمت في تعدد الأنشطة التجارية في المحافظة، وعلاوة على ذلك فإن 63% من مجموع العاملين السعوديين في المنجم هم من أبناء المحافظة والمناطق المحيطة بها، بالإضافة لدعم المنجم لأنشطة المحافظة في مختلف المجالات التربوية والتعليمية والاجتماعية والصحية.