أعلنت الولاياتالمتحدة ودول أوروبية عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، عقب الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس الليلة الماضية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصا وإصابة أكثر من مئتين آخرين. ففي الولاياتالمتحدة أعلنت إدارات الشرطة في عدة مدن عن تعزيز إجراءات الأمن، وقالت وكالات إنفاذ القانون والنقل إنها في حالة تأهب كبيرة. ونشرت قيادة مكافحة الإرهاب في مدينة نيويورك ضباطا ووحدات خاصة للحراسة في عدد من المناطق وفي محيط القنصلية الفرنسية وسط مانهاتن، وقالت إدارة الشرطة إنها أرسلت فرقا إلى مناطق مزدحمة في كل أنحاء المدينة من أجل طمأنة الناس. وقال رئيس بلدية نيويورك إن المدينة في حالة تأهب دائم ومتأهبة لأي هجمات محتملة ربما تتبع الهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية، كما اتخذت شرطة ولاية ماساتشوستس إجراءات أمنية مشابهة، والحال نفسه في مدينة شيكاغو. وفي هذا السياق أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي أن مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الوطني يراقبان الوضع عن كثب، وأنه ليس هناك تهديدات جدية في الولاياتالمتحدة. كما أعلنت شركة أميركان إيرلاينز أنها أجلت رحلاتها إلى العاصمة الفرنسية بسبب الهجمات التي وقعت هناك، رغم استمرار عمل المطارات الفرنسية. أما في الدول الأوروبية، فقد قال متحدث باسم رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال إن بلجيكا فرضت قيودا على الوصول برا وبحرا وعبر القطارات من فرنسا في أعقاب الهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس أمس الجمعة. وأضاف المتحدث أن الحكومة ستعقد اجتماعا لبحث الإجراءات للرد على أعمال العنف في جارتها الجنوبية، مشددا على عدم إغلاق الحدود، ولكنها ستصعد من عمليات المراجعة الفورية للمسافرين القادمين من فرنسا. من جهتها تدرس سلطات الأمن الألمانية تهديدات الوضع الأمني في البلاد، وأعلنت وزارة الداخلية صباح اليوم السبت في برلين أن “ألمانيا لا تزال في مرمى نيران الإرهاب الدولي”. وفي العاصمة برلين شددت الشرطة من الإجراءات الأمنية أمام مقر السفارة الفرنسية عقب الهجمات في باريس، كما دفعت بدوريات إضافية لرجال الأمن في الشوارع والمنشآت العامة. ورفعت الداخلية الإيطالية مستوى التأهب الأمني في البلاد عقب تفجيرات باريس، وقال الوزير أنجيلينو ألفانو إنه “تم تشديد التدابير الأمنية في كافة أرجاء الأراضي الإيطالية، ورفع مستوى التأهب الأمني إلى أقصى درجاته”. وأضاف ألفانو في بيان أن “إدارة مكافحة الإرهاب” التابعة للوزارة على اتصال دائم مع نظيرتها الفرنسية، لمتابعة تطورات الوضع هناك عن كثب.