شجب الرئيس الأمريكي باراك اوباما العنف الذي تستخدمه السلطات الليبية لقمع الاحتجاجات المندلعة هناك، واصفا اياها بال "فظيعة وغير المقبولة". وفي اول تصريح علني له بشأن الاحداث في ليبيا قال اوباما للصحفيين ان العنف في ليبيا ينتهك الاعراف الدولية وانه طلب من فريق الامن القومي بحث كل الخيارات للتعامل مع الازمة. وقال الرئيس الأمريكي: "في وضع متفجر كهذا، لابد لدول العالم وشعوبه ان تتحدث بصوت موحد". وأضاف الرئيس الأمريكي ان السلطات الليبية ستحاسب على تصرفاتها، الا انه لم ينتقد الزعيم الليبي بالاسم مكتفيا بمهاجمة انصاره لاستخدامهم العنف المفرط ضد المحتجين المطالبين بتنحيه عن الحكم. واوفد اوباما وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون الى جنيف لحضور جلسة يعقدها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في ليبيا. وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، قال مندوبو دول الاتحاد الاوروبي إن الاتحاد مستعد لاتخاذ المزيد من الاجراءات ضد ليبيا عند الضرورة. وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن إن الرئيس اوباما بدا عليه التصميم والغضب اثناء ادلائه بتصريحاته الاخيرة، ولكنه لم يخرج بأية خطوات عملية من شأنها وقف العنف عدا قرار ايفاد وزيرة خارجيته الى جنيف. وتقول مراسلتنا إنه من المحتمل ان يفرض الامريكيون عقوبات على ليبيا تشمل تجميد الاصول المالية العائدة لكبار مسؤولي النظام، ولكن هذه الخطوات لن تساعد في وقف العنف على المدى القصير. وتضيف ان دعوة اوباما الى التحدث بصوت واحد تشير الى وجود خلافات داخل المجتمع الدولي حول كيفية التعامل مع القذافي. في هذه الأثناء تصاعدت الضغوط على القذافي، الذي يزداد عزلة وسط الادانات الدولية لعمليات القمع والدعوات لفرض عقوبات على نظامه فضلا عن استقالات كبار المسؤولين في النظام الليبي. عقوبات وضغوط دولية وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن جميع الخيارت مفتوحة لمحاولة إقناع الحكومة الليبية بالتوقف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين. ومع ظهور مؤشرات متصاعدة على تزايد الضغط الدولي على القذافي، قال مصدر دبلوماسي اوروبي ان الاتحاد الاوروبي اوعز باقرار عقوبات على ليبيا تتضمن تجميد ارصدة واصول، والتوقف عن منح تأشيرات دخول وملاحقة قضائية لمسؤولين بارزين في نظام حكمه. من جانبه ندد الاتحاد الأفريقي ما وصفه بأنه "استخدام مفرط للقوة ضد المدنيين في ليبيا". ودعا بيان من الاتحاد الى التوقف الفوري عن كافة اشكال القمع والعنف، داعيا الى انتهاج لغة الحوار. وقال وزير خارجية بوتسوانا، الرئيس الدوري للاتحاد، انه صعق لمستوى العنف في لغة القذافي، وتهديده المحتجين بالتصفية، ووصفه لهم انهم "جرذان وصراصير". كما أعلنت نيجيريا أنها تدرس فكرة سحب سفيرها من ليبيا. وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان استخدام العنف في ليبيا ودعا السلطات الليبية الى "الوقف الفوري" لاعمال العنف ضد المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات التي تستهدف المحتجين. توتر الاسواق في هذه الاثناء ارتفعت اسعار النفط بحدة مع استمرار الازمة الليبية، ففي نيويورك تخطى النفط حاجز المئة دولار للبرميل لاول مرة منذ عام 2008. ووصل سعر خام برنت الى نحو 110 دولارات للبرميل، مما دفع متحدث باسم البيت الابيض الى القول ان واشنطن تراقب عن قرب اسعار النفط وسط الاضطرابات التي تعم الشرق الاوسط.