قال شاهد , الجمعة 25 فبراير 2011 , ان قوات الامن الليبية لم تتمكن من دخول بلدة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا الى الغرب من العاصمة الليبية طرابس والتي شهدت قتالا عنيفا مع معارضي الحكومة. وقال سعيد مصطفى الذي مر في البلدة بسيارته في طريقه الى الحدود التونسية "هناك نقاط تفتيش جيش وشرطة حول الزاوية لكن لا وجود لها في الداخل. شاهدت فقط عددا قليلا من المدنيين غير المسلحين." من جانب أخر , تشاور الرئيس الامريكي باراك أوباما مع زعماء بريطانيا وفرنسا وايطاليا حول خطوات فورية لانهاء الازمة في ليبيا بينما أبقت واشنطن على كل الخيارات مفتوحة ومن بينها العقوبات والتحرك العسكري. وتعمل الولاياتالمتحدة على تحقيق توافق عالمي على التحرك ضد حكومة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والتي أدان أوباما عنفها "غير المقبول" ضد الشعب. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "لا أستبعد الخيارات الثنائية. لا أستبعد أي شيء." وأضاف أن الوضع في ليبيا "يتطلب تحركا سريعا." وقال البيت الابيض في بيان ان محادثات أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني -وهو من الزعماء القلائل في العالم الذين كان لهم اتصال مباشر مع القذافي- ركزت على الخطوات المقبلة. وأضاف البيان "عبر الرئيس عن قلقه العميق من استخدام الحكومة الليبية للعنف مما ينتهك الاعراف الدولية وكل معايير اللياقة الانسانية وناقش السبل الملائمة والفعالة لرد فعل فوري من المجتمع الدولي." وصرح مسؤولون أمريكيون بأن الخطوات المحددة قد تشمل السعي لتحرك أقوى في مجلس الامن التابع للامم المتحدة ومن بينها العقوبات المحتملة وتأييد دعوات لتعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية وفرض حظر طيران على ليبيا لمنع الحكومة من استخدام الطائرات في شن المزيد من الهجمات. وقال المسؤولون ان الاجراءات الاخرى قيد البحث تشمل تعليق تراخيص الاستيراد الليبية وتجميد أصول عدد من الليبيين من بينهم أفراد أسرة القذافي وارسال مواد اغاثة انسانية وزيادة قدرة قنوات البث على العمل في ليبيا. وأدت اشاعة بوفاة القذافي الى تراجع أسعار النفط التي كانت قد ارتفعت بسبب الازمة والاضطرابات في مناطق أخرى بمنطقة الشرق الاوسط لكن مسؤولا أمريكيا طلب عدم ذكر اسمه قال انه لا يوجد سبب لتصديق هذا الامر. وقالت الخارجية الامريكية ان سوء الاحوال الجوية حال دون تحرك عبارة مستأجرة أرسلت لاجلاء أمريكيين من ليبيا وهي راسية في طرابلس وعلى متنها 285 شخصا بينهم 167 أمريكيا و118 من جنسيات أخرى. وقال بي.جيه. كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لم يجريا أي اتصال مباشر بالقذافي لكن وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية تحدث مرتين يوم الاربعاء مع وزير الخارجية الليبي موسى كوسة. وقال كراولي ان القذافي بعث "برسائل" عبر مسؤولين ليبيين للحكومة الامريكية لكنها لم تختلف عما قاله في تصريحاته الاخيرة ان المحتجين الليبيين ألهمهم تنظيم القاعدة وانهم يتعاطون حبوب الهلوسة. ومع مراقبة أسواق النفط بقلق للاضطرابات في ليبيا قال البيت الابيض انه "يعلم تماما" أن ارتفاع سعر النفط قد يضر بالاقتصاد الامريكي الضعيف لكنه قال ان الولاياتالمتحدة لديها القدرة على التصرف وقد تستخدم احتياطيات النفط الاستراتيجية في حالة حدوث تعطل كبير في الامدادات. وتسافر كلينتون الى جنيف للمشاركة في اجتماع مجلس حقوق الانسان يوم الاثنين حيث يتوقع أن تدفع باتجاه ادانة واسعة للقمع الدامي الذي يمارسه القذافي لاحتجاجات على حكمه الممتد منذ أكثر من 40 عاما. وذكر كراولي أن الولاياتالمتحدة تؤيد مسودة قرار لتعليق عضوية ليبيا في المجلس وقال مسؤولون أمريكيون انها ستدعم أيضا خطوات أخرى من بينها اجراء تحقيق مستقل في مزاعم انتهاكات لحقوق الانسان في ليبيا وذلك في تصويت قد يجرى يوم الجمعة. وأضاف كراولي "ستكون أمامها الفرصة لمحاولة بناء شكل التوافق المطلوب للتحرك" مضيفا أن من المتوقع ان تتحرك الولاياتالمتحدة "في الايام المقبلة." فى سياق متصل , قال أمين عام حلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن انه دعا الى عقد اجتماع طاريء لمجلس الحلف بعد ظهر يوم الجمعة لبحث الوضع في ليبيا. وقال لرويترز خلال زيارة لبودابست يوم الجمعة "دعوت الى عقد اجتماع طاريء لمجلس حلف الاطلسي بعد ظهر اليوم للتشاور بشأن الموقف الذي يتحرك بسرعة. وسأعود الى بروكسل في الساعات القليلة القادمة." ومضى يقول "قبل هذا سأجتمع مع وزراء دفاع دول الاتحاد الاوروبي وأبحث معهم كيف نستطيع بطريقة عملية مساعدة المحتاجين والحد من تبعات هذه الاحداث." وقال انه يجب أن تكون الاولوية للاجلاء وربما المساعدات الانسانية. وأضاف "من السابق لاوانه الخوض في تفاصيل لكن من المعروف جيدا أن حلف الاطلسي لديه أصول يمكن استخدامها في وضع كهذا ويستطيع الحلف أن يلعب دور المشارك والمنسق اذا أرادت دول أعضاء التحرك." من جهته , صرح وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله يوم الجمعة بأن ألمانيا تستعد لفرض عقوبات على حكام ليبيا بسبب الهجمات العنيفة على المتظاهرين الليبيين قبل ساعات من بدء مجلس الامن الدولي مناقشة خطط مماثلة. وقال فسترفيله لاذاعة دويتشلاندفونك الالمانية "لم يعد الامر يتحمل تحديد مهل. انه وقت التحرك الان.. ولهذا قررت أنه يجب الاعداد للعقوبات الان." ودعا فسترفيله لفرض حظر على سفر أفراد عائلة الزعيم الليبي معمر القذافي وتجميد أرصدتهم في الخارج لكنه رفض فرض عقوبات اقتصادية على ليبيا. وقال ان ألمانيا ستبدأ على الفور في محادثات مع شركائها الدوليين وبينهم شركاؤها في الاتحاد الاوروبي. وتأتي الخطوة الالمانية بينما تحاول الولاياتالمتحدة حشد التأييد الدولي لايجاد سبل لحقن الدماء في ليبيا التي تحارب فيها قوات موالية للقذافي محتجين يسيطرون على مدن بالقرب من العاصمة طرابلس. ويعتزم مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاجتماع في وقت لاحق يوم الجمعة لتسلم مسودة اقتراح فرنسي بريطاني لفرض عقوبات على حكام ليبيا لكن لا يتوقع اجراء تصويت على الاقتراح قبل الاسبوع المقبل. طالبت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي دول الاتحاد يوم الجمعة ببحث اتخاذ اجراءات تفرض قيودا على ليبيا. وكانت اشتون تتحدث قبل اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد يعقد في المجر في وقت لاحق من اليوم وقالت للصحفيين ان الاتحاد سيبحث فرض حظر على السفر وتجميد الاصول خلال الايام القليلة القادمة. وقالت "حان الوقت للاتحاد الاوروبي ان يبحث ما نصفه باجراءات تفرض قيودا...لضمان ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغوط في محاولة منع العنف في ليبيا لنرى البلاد تتحرك قدما." وصرحت بأن وزراء الدفاع سيناقشون سبل التعاون في هذا الصدد. وأضافت "لا اعتقد انه في هذه المرحلة هناك اي مناقشة لاي شكل من اشكال التحرك العسكري بشأن ليبيا."