أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، أن مشاريع تصريف السيول في المملكة تم إنشاؤها لتتحمل الأمطار الخفيفة والمتوسطة التي تتراوح كمياتها بين 15 - 25 ملليتراً، ولم تكن تنتظر كميات أمطار غزيرة, وتم إنشاء المشاريع على ضوء دراسات سابقة أعدت على دراسة كميات الأمطار خلال 50 سنة ماضية. وأوضح أن سيول جدة الأخيرة، التي أسفرت عن وفاة 10 أشخاص وفقدان 5 آخرين وإصابة 4 أشخاص، نتجت منها أضرار كبيرة، منها تضرر 90٪ من شوارع جدة، وأكثر من 25 ألف مبنى و 2500 محل تجاري وأكثر من 11 ألف سيارة و 80 مدرسة بنين و136 مدرسة بنات وانقطاع التيار الكهربائي عن 68 ألف مشترك. جاء ذلك في حلقة النقاش الخماسية التي عُرضت على القناة الأولى مساء اليوم السبت، بحضور كل من الكاتب عبده خال والمدوّن فؤاد الفرحان والكاتب محمود صباغ والإعلامية منال الشريف ورجل الأعمال حسين شبكشي. وتحدّث الأمير خالد خلال الحلقة عن كارثة السيول، وكشف عن اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز توصيات لجنة تقصي الحقائق بعد أن وافقت عليها اللجنة الوزارية، فيما تخلل اللقاء نقاش بين الفيصل والحاضرين الخمسة، اتسم بالجرأة في الطرح والشفافية الكبيرة في الإجابات. وقال الأمير خالد إنه كان في محافظة جدة ظهر الأربعاء وشاهد عمل فرق الإنقاذ وعدد من المتطوعين الذين أعجب بجهودهم, حيث كان المتطوعون يساعدون على تصريف السيول وفي عمليات الإنقاذ في وقفات جميلة. وعن الجهود التي بذلت من الجهات المعنية قال: "تم إنقاذ 497 حالة عن طريق الطيران و 2580 عن طريق القوارب والفرق الأرضية فيما بلغ عدد المتضررين أكثر من 50 ألف أسرة و 16 ألف شخص، وبيّن أن معدات الأمانة التي عملت في الميدان بلغ 2790 معدة و 125 فرقة رش و 500 صهريج لشفط المياه. وتحدث الأمير خالد الفيصل عن كارثة السيول الأولى والثانية، وقال إن سيول 1430ه، كانت كميات الأمطار التي هطلت خلال الساعات الأولى منها قد بلغت 100 ملليتر وكانت أضرارها قد نتجت عن سيول منقولة اتجهت لبعض الأحياء, فيما تركزت أمطار 1432ه، داخل جدة ووصلت كمياتها إلى 120 ملليتراً وسببت سيولاً أدت إلى ارتباك مروري وتوقف الحركة ونزول الركاب. وأكد سموه أن أنفاق جدة كانت تستوعب مياه تصل كمياتها إلى 25 ملليتراً ولم تكن تنتظر كميات كبيرة مثلما حدث. وعن سيول الأربعاء الأخيرة قال إن التعامل السريع مع الحالة في الساعات الأولى اصطدم بإقفال الشوارع, حيث تم اللجوء للإنقاذ بالطيران, مشيراً إلى احتجاز الكثيرين داخل المباني والقطاعات الحكومية والأهلية نتيجة كميات المياه غير المتوقعة التي وصلت في بعض الشوارع إلى متر ونصف المتر. وفي استفسار عن سبب تأخر تنفيذ المشاريع بعد كارثة السيول الأولى أوضح الفيصل أن لجنة تقصي الحقائق شكلت وبدأت عملها في شهر محرم وأنهت تقريرها بعد ثلاثة أشهر، وتم تسليم التقرير لخادم الحرمين الشريفين وعرض التقرير على لجنة وزارية أقرت جميع التوصيات واعتمدها الملك (حفظه الله) وجميع هذه الأمور تطلبت وقتاً, حيث تمت الموافقة على سبيل المثال عل مشاريع عاجلة بقيمة 650 مليون ريال، سلم منها 200 مليون ريال لأمانة جدة ووصلهم المبلغ في شهر ذي القعدة من العام الماضي وتنفيذ المشاريع يحتاج إلى الوقت. وعن توقعاته بنتائج اللجنة الاستثنائية قال سموه إنها لا تحمل عصى سحرية لإنهاء الإشكالية خلال أسبوع أو شهر، ولكن هناك جهود تبذل لتفادي ما يمكن تفاديه في حال هطول الأمطار خلال الأسبوع أو الشهر القادم، وقال إن اللجنة سخرت لها الكثير من الأمور ومنحت صلاحيات عديدة منها إقرار الدراسات ومتابعة تنفيذ المشاريع, موضحاً أن توصيات اللجان ستنفذ على مراحل. وعن لجنة تقصي الحقائق قال إن عملها خاص بتقصي الحقائق وانتهى بتسليم التقرير للملك وليس من مهمة اللجنة إصدار العقوبات أو الإعلان عنها, ولكن بناء على ما أعلنه سمو الأمير نايف أن هناك من أحيلوا لهيئة التحقيق والادعاء العام وأن هناك متورطين أحيلوا للقضاء. وأكد الأمير خالد الفيصل أن تقرير اللجنة قدم من خلاله أشخاص تم التحقيق معهم واعترفوا وأشخاص آخرون جرى التحقيق معهم ولم يكتمل، فيما هناك أناس مطلوبون لم يكونوا موجودين في المملكة خلال عمل اللجنة. وعن المسؤول عن إعلان المتورطين في كارثة سيول جدة أشار إلى أنها هيئة التحقيق والادعاء العام. وانتقد سموه بطء تنفيذ المشاريع وطريقة مقاولي الباطن, مؤكداً أنها من أسباب تنفيذ المشاريع دون المواصفات التي طرحت بها، فيما تحدث سموه عن أحياء جدة قائلاً: مشاريع التصريف لا توجد إلا في 10% من أحياء جدة وبشبكة قديمة ومتهالكة. وكشف أن 50 حياً من أحياء جدة عشوائية و 60 من أحياء مكةالمكرمة عشوائية؛ ولذلك هناك مشروع ولجنة شكلت لهذا الغرض برئاسة الأمير نايف بن عبدالعزيز ووضعت اللجنة حلول لتطوير هذه الأحياء، وبدأ العمل في اثنين من أحياء جدة وأحد أحياء مكةالمكرمة. وأفاد الأمير خالد الفيصل بأن تعويضات السيول الأولى صرفت جميعها، وأعلن عن الموافقة على إنشاء جمعية لمتطوعي شباب جدة، مشيداً بفكرة مراكز الأحياء التي استحدثها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله، وقال إنه يسعى لتطويرها وإنشاء مراكز اجتماعية شبابية رياضية في أحياء مكةالمكرمةوجدة للفتيات والشباب بأقسام منعزلة، وقال سموه إن العمل يجري في المشاريع الجديدةبجدة وسيضع إدارة لكل مشروع للتعامل مع وسائل الإعلام بكل شفافية. وشدد الفيصل على أن العمل يجري وفق ما نستطيع بالإمكانيات المتوافرة, مؤكداً أن لديه إدارة متفانية لمواجهة الأزمات. وقال الأمير خالد الفيصل إن هناك عدداً من أبناء وبنات مكة وتحت إشراف مجلس منطقة مكةالمكرمة يعدون تقريراً عما قام به سموه خلال فترة تولية إمارة المنطقة لتقديمه بعد نهاية السنوات الأربع يحوي كل ما أنجز وجميع ما لم ينجز ولماذا؟ وانتقد الأمير خالد الفيصل عدم شفافية بعض الجهات وإعطاء المعلومات الصحيحة, مؤكداً أنه استحدث إدارة في الإمارة لإعطاء المعلومات وأنه عاتب هذه الإدارة خلال حالة السيول نتيجة القصور في إيصال المعلومة. وفي سؤال عن بحر جدة والمواقع المستأجرة أوضح الفيصل أنه وجه أمانة جدة بعدم التجديد لأي مستأجر وعدم تأجير أي موقع, وكشف عن تنازله عن موقع مشروع مبنى أمير المنطقة ونائبه بعد موافقة الأمير نايف بن عبدالعزيز؛ لكي يصبح الموقع لمشروع وسط جدة, فيما يبحث عن موقع آخر لمبنى إمارة المنطقة. وعن قصور الأرصاد في التنبيه عن السيول وذهاب الطلاب والمعلمين للمدارس أفاد بأن الأمير نايف فوض الدفاع المدني لتولي هذه المسؤولية وستكون من أولويات الدفاع المدني، كما أعلن سموه عن فتح أبوابه للإعلام الجديد والإعلاميين على الفيس بوك والتوتير، وقال الفيصل عن موضوع نزع الملكيات إن ما ستنزع ملكيتها هي المواقع التي سيتم فتح مجاري للسيول معها وسيعوض أصحابها. واختتم الأمير خالد الفيصل اللقاء الصريح والشفاف قائلاً: "نحن سنرد على من يتحدث بالعمل ولدينا فرصة لذلك؛ وأنا فخور ومعتز بجدة وأهلها". يُشار إلى أن اللقاء الذي امتد إلى أكثر من ساعة ونصف جرى تسجيله باستوديوهات القناة الأولى بمدينة جدة. متابعات