تباينت تغطية الصحف المصرية الصادرة اليوم للأحداث الجارية في ميدان التحرير تبعا لهوية وتبعية كل صحيفة، ففي الوقت الذي ركزت صحف المعارضة وبعض الصحف المستقلة على الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون، تناولت الصحف الحكومية مظاهرات تأييد للرئيس حسني مبارك وعن ما وصفته ب"مؤامرة أجنبية لضرب مصر". صحيفة الشروق المستقلة تصدرها عنوان يقول "البلطجية يعلنون الحرب علي التغيير" ونقلت عن مصادرها أن أفرادا تابعين للشرطة ووزارات وهيئات حكومية في زي مدني هاجموا المعتصمين في ميدان التحرير وأشاعوا حالة من الفوضى وحوّلوا أجزاء من الميدان إلى برك من الدم. كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب محمد حسنين هيكل وصف فيه ما يجري في مصر بأنه "أول ثورة مصرية كاملة في التاريخ الحديث"، ونقلت عن رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي قوله إن المطلب الشعبي الآن هو محاكمة الرئيس وليس مغادرته فقط. نواب متهمون صحيفة المصري اليوم كتبت على صفحتها الأولى "التحرير يتحول إلى ساحة حرب"، وتحدثت عن اتهامات لنواب في البرلمان بالوقوف وراء فرق "البلطجية" الذين هاجموا المعتصمين بالميدان الواقع وسط العاصمة المصرية القاهرة. كما نشرت الصحيفة مقابلة مع رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس الذي انتقد بابا الأقباط شنودةن وقال إنه تجاوز سلطاته، كما وصف البرلمان الحالي بأنه "سبة" في تاريخ مصر. وبشرت صحيفة الدستور المستقلة بانتصار إرادة الشعب وقالت إن "ثورة 25 يناير حققت في 6 أيام ما لم يتحقق في 60 عاما". أما صحيفة الوفد الناطقة باسم الحزب المعارض الذي يحمل نفس الاسم، فكتبت تحت عنوان "حرب أهلية" إن ميليشيات الوطني تقتحم ميدان التحرير والمحافظات بالسلاح الأبيض والقنابل المسيلة للدموع، وأن عشرات المصابين سقطوا في معارك الشوارع. صحف الحكومة أما الصحف الحكومية المعروفة اصطلاحا بالقومية فهي على النقيض من زميلاتها حيث تصدَّر صحيفة الأهرام عنوان يقول "الملايين يخرجون تأييدا لمبارك"، كما تحدثت عن "اشتباكات عنيفة بين المؤيدين والمعارضين بميدان التحرير"، وذكرت أن إقرار التعديلات الدستورية التي تحدث عنها الرئيس سيستغرق شهرين ونصفا. أما صحيفة الجمهورية فقالت إن الشعب مع مبارك وإن الأخير "ينقذ مصر من الفوضى والخراب"، بينما انفردت صحيفة الأخبار بما وصفته "أخطر مؤامرة أجنبية لضرب مصر"، وقالت هناك معلومات عن تورط عناصر إيرانية وإن كتائب تابعة لحركة حماس تسللت عبر الأنفاق للقيام بأعمال تخريبية وأن كوماندوز تابعين لحزب الله قاموا باقتحام سجن وادي النطرون الذي قيل أن عناصر من خلية حزب الله التي حوكمت في مصر قد فرّوا منه.