اختُتمت فعاليات قمة العشرين التي أقيمت في أستراليا معلنةً طموحها في تحقيق فائضٍ في النمو يصل إلى 2.1% لإجمالي الناتج الداخلي بحلول عام 2018 بقيمة إجمالية 2000 مليار دولار، في حين دعت المملكة العربية السعودية، إلى تعزيز الهيكلة المالية وحل أزمات الشرق الأوسط السياسية دعماً لاقتصادات الدول. وفي ختام فعالياتها، أكدت مجموعة العشرين -التي تشكل 85% من ثروة العالم- أن الإجراءات التي ستتخذها الدول ستحفز نشاطاتها الاقتصادية؛ حيث ستزيد الأنشطة بأكثر من ألفي مليار دولار أمريكي إجمالي الناتج الداخلي العالمي؛ ما سيسمح بخلق ملايين الفرص الوظيفية وبالتالي ستسهم في رفع مستوى المعيشة والدخل للفرد. من جهتها، دعت المملكة مجموعة العشرين إلى تعزيز السياسات المالية والهيكلية في اقتصاداتها وإيجاد حلول للأزمات السياسية في الشرق الأوسط لتسهم في التعافي الاقتصادي، مؤكدةً استعدادها لمواصلة دعم الجهود الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم العالمي. يشار إلى أن المملكة شاركت في اجتماعات قمة مجموعة ال20 المقامة في مدينة بريزبن الأسترالية، بوفد رفيع المستوى يرأسه وليُ عهد المملكة الأمير سلمان بن عبد العزيز، وهو الممثل العربي الوحيد في القمة. وضم الوفد المرافق لولي العهد كلا من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص، وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، وزير الحج وزير الثقافة والإعلام المكلف الدكتور بندر بن محمد حجّار، وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد بن عبد الله المبارك. أما المباحثات والكلمات التي ألقيت في اليوم الأول من القمة، فأكدت على تعزيز الجهود الدولية للتصدي لوباء "إيبولا"، حيث قال أمين عام الأممالمتحدة، بان كي مون: "أنا أدعو قادة مجموعة ال20 للنهوض، لكي نحقق 70 هدفاً، بما فيها عزل ومعالجة 70% من المصابين بوباء إيبولا". ولقي هذا الأمر تجاوباً من قادة مجموعة ال20 الذين تعهدوا بفعل ما يجب للقضاء على الوباء وتغطية انعكاساته الاقتصادية والإنسانية في الأمد المتوسط. وقال قادة الدول ال20، في بيان نشر في ختام اليوم الأول من القمة، إن "أعضاء مجموعة ال20 يتعهدون بفعل ما يجب للقضاء على الوباء وتغطية انعكاساته الاقتصادية والإنسانية في الأمد المتوسط". وأكد بيان المجموعة "سنعمل عن طريق التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الجنسيات وبالتعاون مع جهات غير حكومية"، إلا أن البيان لا يتضمن أي التزام مالي واضح. وانتهز البنك الدولي فرصة قمة ال20 للدفاع عن مشروعه إقامة "صندوق للطوارئ" من أجل الحد من انتشار أوبئة مقبلة وتجنب عدم تكرار رد الفعل البطيء والمتأخر والمجزأ على إيبولا. من جهته، أثار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، موضوع الاقتصاد العالمي، قائلاً إن بلاده لا يمكن أن تتحمل وحدها عبء ذلك، كما أعلن أوباما عن مساهمة بلاده بثلاثة مليارات دولار في صندوق الأممالمتحدة حول المناخ، كما عبّر عن أمله في اتفاق عالمي حول المناخ. وتوقعت مصادر في قمة مجموعة ال20 أن تفضي القمة إلى إنشاء مؤسسة دولية جديدة للطاقة تكون مظلة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ووكالة الطاقة الدولية، لتكفل المؤسسة الجديدة ضمان الاستقرار والشفافية في هذا الملف.