أكدت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء أن حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس "الإيبولا" في غرب أفريقيا بلغت ألفاً و350 حالة منها 106 حالة خلال اليومين الأخيرين فقط. ومن هذه الحالات الأخيرة، وقعت 95 في ليبيريا، التي تعاني من الوضع الأخطر، ويعتبر احتواء انتشار "إيبولا" هناك حيوياً للقضاء على تفشيه، حيث يصيب "إيبولا" أيضاً غينيا وسيراليون ونيجيريا، وإن كانت الأخيرة تعاني منه بدرجة أقل. وفي سيلاريون، تمكن وباء "إيبولا" من حصد أرواح المئات، وأصاب مئات أخرى، وقد أشعلت شرارته هناك طبيبة شعبية كانت تدعي القدرة على شفاء الحمى النزفية، الأمر الذي جعلها تجتذب المرضى من غينيا المجاورة. ويقول "محمد فاندي" أكبر مسؤول طبي في "كينيما" شرق سيراليون حيث انطلقت شرارة الوباء في البلاد: هذه الطبيبة التي تداوي بالأعشاب من قرية سوكوما النائية القريبة من الحدود الغينية كانت تؤكد أنها قادرة على الشفاء من "إيبولا". وأضاف: اجتاز العديد من المرضى من غينيا الحدود لتلقي العلاج على يد هذه الطبيبة، حيث أصيبت هذه المرأة بالعدوى، وما لبثت أن ماتت، وخلال جنازتها انتقلت العدوى إلى نساء من المناطق المجاورة. ثم تفرق المشاركون في الجنازة عبر تلال المنطقة الحدودية، فحصلت وفيات بالجملة تلتها مراسم دفن كبيرة جراء الإصابات الجديدة بالعدوى. وتحولت هذه الشرارة إلى وباء لدى وصوله يوم 17 يونيو الماضي إلى مدينة كينيما المتعددة الإثنيات والتي يبلغ عدد سكانها 190 ألف نسمة، والتي تشتهر بالرقم القياسي العالمي المحزن لحمى "لاسا"، وهي نوع آخر من الحمى النزفية القريب من "إيبولا".