مازال العلماء يواصلون جهودهم لفك لغز فيروس كورونا الذي أودى حتى الآن بحياة العشرات منذ اكتشافه، وسط اعتقاد إلى حد كبير أن الفيروس انتقل من الحيوانات -وبخاصة الجمال- إلى البشر. ويقول العلماء إنهم يجرون حالياً اختبارات على القطط والكلاب والفئران لحل لغز عدوى فيروس كورونا الغامض، فعلى الرغم من اكتشاف الفيروس المسبب لهذه العدوى على نطاق واسع في الإبل، فإن الباحثين يقولون إنه قد يكون موجودًا في حيوانات أخرى. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن أحد الخبراء قوله: إن الأبحاث الجديدة ستشمل قريبًا الحيوانات التي لها اتصال قريب بالبشر. وقد اكتشف فيروس كورونا في بادئ الأمر لدى مريض من محافظة بيشة بالسعودية، ومنذ ذلك الحين اكتشفت نحو 600 حالة إصابة بالعدوى في أنحاء العالم، وتوفي نحو 30 بالمائة من هذه الحالات. وباستخدام عينات دم من الجمال في جزر الكناري، توصل باحثون هولنديون إلى أول أجسام مضادة للمرض، شبهها الباحثون بآثار الأقدام، ما يشير إلى أن الفيروس قد مر في السابق عبر جسم الحيوان. وقد أظهر تقرير آخر أن التوزيع الجغرافي للمرض في الجمال أكثر انتشارًا بكثير مما كان يعتقد سابقًا، في ظل وجود أعداد كبيرة في نيجيريا، إثيوبيا، وتونس، ويتمثل أحد أكبر المخاوف في إمكانية تحور الفيروس ليسهل انتقاله بين البشر. هذا، ومن المقرر أن تكون قضية التعامل مع فيروس كورونا على جدول أعمال مؤتمر المنظمة العالمية لصحة الحيوان الذي سيعقد في باريس. وحتى الآن، سجلت السعودية أكبر عدد من الإصابات، في حين تم إحصاء إصابات أخرى في بلدان عدة بينها الأردن، مصر، لبنان والولايات المتحدة، لكن غالبية المصابين سافروا أو عملوا في المملكة. وقبل بضعة أيام، أعلن فريق من الباحثين الصينيين أنهم اكتشفوا أجسام مضادة تضعف فيروس "كورونا" داخل "الخميرة"، مما يفتح المجال أمام تطوير لقاح جديد للفيروس. وذكر الباحث ليوي جيانج من جامعة تسينجوا في بكين أنه قام مع زملاء له بمراقبة مجموعة كبيرة من الأجسام المضاد الموجودة على سطح خلايا الخميرة، ثم استخدموا نوعًا من البروتين المماثل لبروتين فيروس "كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط، لتحديد جسمين مضادين يتفاعلان معه، وعزلوهما بواسطة حبيبات مغناطيسية. في هذه الأثناء، أعلن الباحث "واين مَراسكو" وزملاؤه في معهد دانا "فاربر" للسرطان في بوسطن الأمريكية أنه وبالتعاون مع فريق بحثي من جامعة كارولينا الشمالية في "تشابل هِلّ" نجحوا في تحديد سبعة أجسام مضادة ترتبط بفيروس "كورونا"، وذلك بعد فحص مجموعة واسعة من الأجسام المضادة البشرية.