كشف الدكتور فؤاد شعيرية مدير مركز الكلى بمستشفى الملك فهد بجدة أن عدد مرضى الفشل الكلوي بالمستشفى الذين أصيبوا ب"كورونا" خلال فترة انتشاره بلغ 19 مريضاً، وأنه تم إخضاعهم للعزل والعلاج. وأضاف: هناك حالات تطور المرض لديهم، وفشل العلاج المقدم لهم لضعف مناعتهم، ولأن الفيروس دمر خلايا الجهاز التنفسي لديهم. وقال الدكتور شعيرية –بحسب صحيفة "عكاظ"- إنه من المرجح أن العدوى انتقلت للمصابين من قسم الطوارئ، مؤكداً عدم اكتشاف حالة إصابة جديدة بالمستشفى خلال الأسبوعين الماضيين، لافتاً إلى أن المستشفى أعيد تأهيله وتعقيم جميع أقسامه وأجهزته بالطريقة الكيماوية والبخارية، وتم إلزام المرضى بلبس الكمامات. كما شدد الدكتور شعيرية على أن المستشفى كثف جهوده التوعوية الوقائية، وعقد دورات توعوية للكادر الصحي والمرضى، مبيناً أن المستشفى به نحو 576 مصاباً بالفشل الكلوي على الغسيل الدموي، و31 على الغسيل البريتوني، ونحو 1260 في مرحلة ما قبل الغسيل، وأجريت زارعة الكلى لنحو 1960 مريضاً. في هذه الأثناء، تخوف خبراء عالميون من أن يتسبب الأطباء والممرضون العاملون في المملكة بنشر فيروس "كورونا" في العالم، وقالوا: يبدو أن الخطر الأكبر من أن تتحول متلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى وباء عالمي سيكون -للمفارقة- عبر العاملين في قطاع الرعاية الصحية أنفسهم الذين يجوبون العالم. وأضاف المراقبون: يتم توظيف الأطباء والممرضين من شتى أنحاء العالم من مانيلا بالفلبين شرقاً وحتى هيوستن بالولاياتالمتحدة غرباً في وظائف مغرية بالسعودية حيث تم رصد فيروس كورونا للمرة الأولى عام 2012. ويقول الخبير في الأمراض المعدية الدكتور آميش أدالجا من المركز الطبي لجامعة بيتسبرج: بسبب زيادة وتيرة توظيف هؤلاء الأطباء والممرضين الأجانب في السعودية في السنوات القليلة الماضية هناك فرص كبيرة بأن ينتقل فيروس كورونا عبر هؤلاء الموظفين عندما يعودون إلى بلادهم، وأضاف: "بهذه الطريقة قد ينتشر فيروس كورونا في أنحاء العالم". يشار هنا إلى أن ظهور أعراض المرض على المصاب بفيروس "كورونا" يستغرق من خمسة إلى 14 يوماً وهي فترة زمنية كافية إلى حد كبير لشخص يحمل العدوى لينتقل إلى الطرف الآخر من العالم من دون أن يتم اكتشاف إصابته بالمرض. وقال أدالجا: إن العاملين في قطاع الرعاية الصحية هم أكثر من يواجهون خطر العدوى بفيروس "كورونا" مقارنة بغيرهم من العامة. يشار هنا إلى أن هذا الفيروس اجتذب اهتماماً جديداً مع تأكيد وجود حالتي إصابة به في الولاياتالمتحدة كليهما من العاملين في قطاع الرعاية الصحية وقد أصيبا بالمرض بعد فترة قصيرة من مغادرة عملهما في مستشفيات سعودية والتوجه غرباً. وحتى الآن لم تعبر الهيئات الصحية الدولية علناً عن قلقها من سفر العاملين في مجال الرعاية الصحية الأجانب من السعودية وإليها. ويقول الخبير في الأمراض المعدية الدكتور مايكل أوسترهولم من جامعة مينيسوتا الأمريكية: لا يوجد الكثير الذي يمكن أن تفعله الهيئات الصحية العامة أو موظفو الحدود، بالطبع يمكنهم أن يسألوا الناس: هل عملتم في أي مرفق صحي في السعودية؟ لكن إذا كان الجواب بنعم ماذا ستكون الخطوة التالية؟. وأضاف: العمال في قطاع الرعاية الصحية هم الأقدر على فهم مخاطر فيروس كورونا وأنه "يجب تزايد الوعي بينهم عن الأعراض المحتملة لفيروس كورونا".