أوضح صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، أنّ المملكة تميزت منذ تأسيسها بقدرتها الفائقة على تبني نَهْج خاص في العملية التنموية تمازجت فيه جهود الدولة مع مبادرات العمل الخيري، محققة ما أصطلح العالم على تسميته بالسلام الاجتماعي، ومرسخة نموذجاً يجسد سماحة الإسلام ورحمته في عالم يموج بالصراعات والتناحر والقلاقل. وأشار إلى أن قطاع العمل الخيري والتطوعي في بلادنا بات بفضل الله يقدم عملاً مؤسسياً يتسم بامتلاك رؤية واستراتيجية وآليات عمل تنفيذية وقدرات تضمن استمراريته وتطويره، لافتاً إلى أن هذا العمل يمثل في تقديريه قمة نضج التجربة التي تعكس هذه الجمعية الناشئة إحدى صورها الإيجابية. وبين الأمير أحمد، خلال رعايته احتفالية الجمعية التي نظمتها بعنوان "الذاكرة الخماسية "، في الرياض أمس الاربعاء، أن اتساع خارطة العمل الخيري في المملكة وتعدد مجالات برامجه والاتجاه الى التخصص في خدماته يجسد دون أدنى شك حيوية دوره ومن ثم أهمية ترسيخ تلك الثقافة، وتوفير كل أشكال المساندة لها. وأضاف: "يسعدني أن أكون معكم الليلة في هذه المناسبة الطيبة، والتي تمثل ليس فقط تكافل وتراحم المجتمع السعودي، بل أيضاً تعكس نضج منظومة العمل الخيري وثقافة التطوع في المملكة العربية السعودية". وأستطرد بقوله: "لقد لمست عن قرب روح المبادرة التي تميز بها نخبة من أبناء الوطن من القائمين على هذه الجمعية وأعضاء جمعيتها العمومية، الأمر الذي كان وراء ما حققته من حضور ملموس تمثل في تصديها لقضية بالغة الحيوية باتت تحتل مساحة عريضة من الاهتمام على مستوى العالم، هي قضية مرض الزهايمر". وذكر الأمير أحمد، أنه من المؤكد أن هناك الكثير من الطموحات والتطلعات التي تتبناها الجمعية ومازالت تحتاج إلى تواصل مساندة المجتمع وتعدد قنواته، وقال: "أجدها فرصة لدعوة أهل الخير في بلادنا وأيضاً المؤسسات الإعلامية والتربوية والثقافية والصحية لتوفير مساندة فاعلة لأهداف الجمعية سواء على صعيد البرامج الخيرية أو الخدمية التوعوية، أو العلمية البحثية". من جهته، قال الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية، في كلمة رحب فيها براعي الحفل والضيوف الكرام وقال: "يشرفني في البداية أن أتقدم لسمو الرئيس الفخري للجمعية بأسمى آيات الشكر والعرفان لتفضله برعاية هذا الاجتماع، كامتداد لما يوليه حفظه الله من دعم ومساندة لبرامج الجمعية ورسالتها منذ انطلاقتها". وأضاف: "لقد جسد الأمير أحمد من خلال تفاعله الكريم مع فكرة الجمعية ما تعلمناه منه من أن لهذا البلد دين في أعناقنا جميعاً، علينا أن نؤديه كل حسب استطاعته ومكانه، وأن العمل الخيري يتوازى مع جهود الدولة في تحقيق التنمية المنشودة، ويشرفني في البداية أن أتقدم لسمو الرئيس الفخري للجمعية بأسمى آيات الشكر والعرفان لتفضله برعاية هذا الاجتماع، كامتداد لما يوليه من دعم ومساندة لبرامج الجمعية ورسالتها منذ انطلاقتها". وشاهد الحضور عرضاً مرئياً يمثل مسيرة الجمعية خلال الخمس سنوات الماضية من تأسيسها، وشمل العرض كافة الإنجازات التي حققتها الجمعية سواء على صعيد التوعية والتثقيف أو مشاريع تنمية مواردها المالية، أو تقديم خدمات العلاج والرعاية للمصابين بالمرض، وقد نال العرض استحسان جميع الحاضرين. وفي ذات السياق، أقلت الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن نائب رئيس مجلس الإدارة رئيسة اللجنة التنفيذية، كلمة سردت فيها تاريخ الجمعية منذ التأسيس، وقدمت شرحاً وافياً عن كافة المشاريع التي تم إنجازها، وشكرت أصحاب المبادرات من كافة القطاعات. وقالت الأميرة مضاوي: "نلتقى اليوم وقد أنجزنا بحمد الله مرحلة التأسيس والبناء المنهجي لأداء الجمعية وانطلاقنا في تنفيذ برامجها الخيرية التي تصب في خدمة إنسان هذا الوطن بشكل رئيسي والعمل الهادف لخدمة الزهايمر المرض والمرضى ومقدمي الرعاية والجهاز الطبي العامل على خدمتهم". وأوضحت أنّ الاستدامة عنصر أساسي لعمل القطاع الخيري لذا فقد وفقت الجمعية بفضل من الله ثم بدعم الخيرين من أبناء وبنات هذا الوطن في تأسيس أوقاف خيرية تضمن استمرارية برامجها حيث فرغنا بحمد الله من تأسيس الوقف الأول للجمعية الذي أصبح يوفر عوائد مالية طيبة كما يجري العمل حاليا على إعداد الراسات والتصاميم لوقف الجمعية الثاني ومن ثم الوقف الثالث بعد أن تم توفير الأراضي المناسبة لذلك. وشهد الحفل توقيع رئيس مجلس إدارة الجمعية لعدد من مذكرات التفاهم نصت بنودها على معاضدة ومؤازرة الجمعية في تحقيق أهدافها المنشودة خدمة لمرض ومرضى الزهايمر ومقدمي الرعاية لهم، وكان أول تلك المذكرات مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وقعها عن المركز الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ومذكرة التفاهم الثانية كانت مع شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" وقعها نيابة عن رئيس مجلس إدارة الشركة محمد المبدل مدير المسؤولية الاجتماعية بالشركة، ومذكرة التفاهم الثالثة مع مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وقعها عن المدينة عبدالله بن زرعة الرئيس التنفيذي للمدينة. وتضمن احتفال الجمعية تكريم عدد من أصحاب المبادرات من داعمي الجمعية من أفراد وقطاعات خيرية وخاصة، تسلموا دروع التكريم من راعي الحفل، كما أخذت الصور التذكارية مع الأمير أحمد بن عبدالعزيز.