احتج الأردن لدى إسرائيل أمس الاثنين على عقد مؤتمر من تنظيم أحد نواب الكنيست يدعو فيه لإقامة الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن، ويلغي حل الدولتين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عن نائب رئيس الوزراء الناطق باسم الحكومة الأردنية أيمن الصفدي أن وزارة الخارجية أرسلت مذكرة احتجاج للحكومة الإسرائيلية تؤكد إدانة المملكة لعقد هذا المؤتمر وأن "الأردن يطالب الحكومة الإسرائيلية إدانة المواقف التي يطلقها المؤتمر وإعلان تناقضه مع موقفها الرسمي". وعبّر الصفدي عن إدانة الأردن "تنظيم عضو الكنيسيت الإسرائيلي المتطرف إريه إلداد مؤتمرا يدعو إلى رفض حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدسالشرقية، والتحريض على اعتبار الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين". وأضاف "انعقاد المؤتمر بمشاركة عضو البرلمان الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز -الذي يحاكم في بلاده بتهمة التحريض على الكراهية ضد المسلمين- يشكل تصرفا عبثيا يدينه الأردن ويرفضه ويحذر من أنه يسيء إلى الجهود المستهدفة تحقيق السلام في المنطقة". ونقل الوزير الأردني عن السفيرة الهولندية بالأردن بعد لقائهما الاثنين بناء على طلبها إن موقف فيلدرز لا يمثل موقف حكومة بلادها التي تحرص على تطوير علاقاتها بالأردن وتؤيد حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن إلى جانب إسرائيل. ويعتبر هذا الاحتجاج الأردني هو الثاني خلال أقل من شهر، حيث احتجت عمّان على تعرض اثنين من موظفي سفارتها في تل أبيب للضرب على أيدي رجال أمن إسرائيليين الشهر الماضي. وكانت وسائل إعلام محلية قالت إن الحكومة الأردنية تلقت اعتذارا من نظيرتها الإسرائيلية على ما تعرض له موظفو سفارتها في تل أبيب، وتعهدا بعدم تكرار ما حصل في المستقبل. وكان ملك الأردن عبد الله الثاني تلقى الأحد الماضي اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب خلاله الأخير "عن شكره للأردن على مساهمته إلى جانب عدد من دول العالم في العمل على إطفاء الحرائق التي اندلعت مؤخرا في منطقة جبل الكرمل" وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية. ولا يوجد للأردن سفير لدى إسرائيل منذ يوليو/ تموز الماضي عندما جرى تعيين السفير السابق لدى تل أبيب علي العايد وزيرا للدولة لشؤون الإعلام في الحكومة التي يرأسها سمير الرفاعي. وقالت أوساط سياسية مطلعة للجزيرة نت في وقت سابق إن مسألة تعيين السفراء خاصة في العواصم الكبرى والحساسة تعود للملك، ولا تخضع لتشكيلات وزارة الخارجية. ولفتت إلى أن تعيين السفير الجديد بإسرائيل سيخضع لتقييم سياسي دقيق نظرا لتعثر عملية السلام، وتحميل الأردن حكومة نتنياهو مسؤولية تعثر المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بسبب السياسات الاستيطانية بالقدس والضفة الغربية. وكالات