تمكن فريق من العلماء من ابتكار تقنية جديدة للتصوير تسمح بمشاهدة تركيب الخلايا الحية بمساعدة المجهر الضوئي العادي دون استخدام المواد الكيميائية والملوّنة. وكان علماء الأحياء المجهرية -قبل هذا الابتكار- يضطرون عند دراستهم للخلايا، إلى استخدام مواد سامة واستخدام الأشعة فوق البنفسجية إضافة إلى التأثيرات الميكانيكية، وكل هذه الأشياء تقتل العينات البيولوجية، أي لا يمكن دراسة خلية واحدة في ديناميكيتها. الطريقة الجديدة تسمى "White-light diffraction tomography" أو "التصوير المقطعي بحيود الضوء الأبيض"، وهي لا تؤثر على الخلايا موضع الدراسة ولا على نشاطها الحياتي. وبات العلماء يستطيعون دراسة العمليات الخلوية المعقدة كردود الفعل على الأدوية أو تمايز الخلايا الجذعية دون أي مؤثرات خارجية. ويقول رئيس فريق البحث جبرائيل بوبيسكو: إحدى ميزات هذه الطريقة تكمن في أنها تبيّن كيفية عمل الخلايا.. الأصباغ تؤثر في عمل الخلية وتمنع دراستها، في حين لا تعرقل تقنيتنا العمليات الحيوية ونحن نتابع مسارها الطبيعي. واستخدم الباحثون في هذه التقنية المجهر الضوئي العادي الموجود في كافة المختبرات، وأضافوا عليه ما يسمح بالحصول على صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد. وبتغيير البعد البؤري للمجهر، حصل الباحثون على عدد كبير من الصور المقطعية للخلية وعلى أعماق مختلفة، بعد ذلك وكما في الرنين المغناطيسي يتم دمج بعض الصور في نموذج ثلاثي الأبعاد. يشار هنا إلى أن الضوء الأبيض لا يشكل خطورة على الخلايا الحية، ويسمح الطيف الواسع لطول الموجة بتجنّب المشاكل المرتبطة بالطنين والتشويش كما في مجهر الليزر. ويتوقع الباحثون أن يحظى اختراعهم باهتمام علماء الأحياء والفيزياء، لأنه يسمح بإجراء دراسة مفصلة لما يحصل للضوء عند مروره عبر الخلية الحية.