يمثل حضور " الورد الطائفي " في سوق عكاظ تمثيلاً أصيلاً مرتبطاً بالزمان والمكان الذي تمتزج رائحته بجادة سوق عكاظ هذه الأيام بزمن "النابغة والأعشى والخنساء " ،حيث خصصت على جنباتها تلك الحوانيت التي تبيع الروائح العطرية بشتى أنواعها ، وحوانيت النسيج ، والحرف اليدوية الأخرى . والتقت وكالة الأنباء السعودية بجادة سوق عكاظ بأحد منتجي الورد الطائفي المشارك في السوق خلف الله الطلحي الذي أبان أن زراعة الورد الطائفي متوارثة عبر الأجداد إلى أن تطورت إلى صنعة ومهنة منذ مايزيد من 30 عاماً ،التي اشتهرت بها منطقة الشفا بمحافظة الطائف. ويقول الطلحي إن موسم قطاف الورد يبدأ من شهر إبريل إلى منتصف شهر مايو من كل عام لمدة 45 يوماً ، يسبقها مرحلة التقليم في شهر يناير ، ثم في شهر مارس تخرج البراعم الصغيرة من شجرة الورد ، وبعد موسم جني الورد في الموسم ، ولفت الانتباه إلى أن موسم القطاف يبدأ جني الورد فيه قبل طلوع الشمس بطريقة يدوية تحتاج إلى خبرة في قطف الورد ، والمحافظة عليها لعدم تساقطها ، وتناثر أوراقها أو الإخلال بالشجرة ذاتها. وأضاف : إن الورد في هذا الوقت الباكر يكون نادياً وفواحاً ، ويستمر العمل في الجني إلى ما يقارب الساعة التاسعة صباحاً بعدها يجمع الورد الذي تم قطفه تمهيداً لمرحلة التقطير التي تتمثل في عملية التقطير والتبخير ، حتى يستخلص دهن الورد ومن ثم الحصول على " ماء الورد" ،وتتم هذه العملية في " قدور " نحاسية توضع فيها كمية من الماء النقي في حدود 40 لتراً ، ثم توضع زهور الورد بما يقل عن 10 آلاف وردة يضاف إليها "ماء العروس والثنو " ، ثم يضاف إليها 40 لتراً من الماء الطبيعي ، ويتم تغطية " القدر " بإحكام وطبخة على النار لمدة 7 ساعات ، تتم عملية التكثيف والتبخير ،حيث يتم في اليوم الأول من علمية التقطير والتبخير استخلاص " ماء ورد العروس" وهو عبارة عن ماء مركز من رائحة الورد ، و ماء الثنو والسائر ، وفي اليوم التالي يتم طبخ ورود جديدة في الماء المتبقي في " القدور " ، مع إضافة ماء ورد العروس الذي خرج في اليوم الأول ، وأثناء عملية التبخر والتقطير والتكثيف يخرج " دهن الورد " في زجاجة من الأنبوب المخصص لهذه العملية. وأكد أن إتقان طبخ الورد وتقطيره له أهمية في رائحة وجودة الورد ، إذ لابد من تناسب كمية الماء مع الزهور والورود مع درجة الحرارة ، وإتقان إحكام غطاء القدر والتكثيف والتبخير ونوعية قدر النحاس ، إذ كلما يكون القدر من النحاس الخالص يكون العطر أفضل وأكثر شذى وجودة. وبين الطلحي أن أسعار التوله من الدهن الطبيعي للورد الطائفي يصل إلى 1200 ريال ، مقدراً إنتاج التوله الواحدة إلى ما يزيد عن 1300 ألف وردة،ويصل سعر قارورة " ماء العروس " إلى 50 ريالاً ، فيما يقدر سعر قارورة " ماء الورد الصنو " إلى 10 ريالات. وأرجع أسباب توسط الإقبال على شراء دهن الورد الطائفي الطبيعي إلى ندرة مياه الأمطار ، وارتفاع أجرة العمالة التي تجني الورد ، وتكاليف إنتاجها المرتفع مقارنة بالأعوام السابقة التي يتراوح سعر التوله الواحدة من دهن الورد الطائفي من 500 إلى 800 ريال.