25 ألف وردة يستهلكها مزارعو الورد الطائفي لإنتاج تولة واحدة، وذلك بعد طبخ الورد في قدور تستمر لأكثر من 14 ساعة في اليوم الواحد، لكن عملية قطف الورد وطبخه وتقطيره كل يوم خلال موسم الورد ليست عملية سهلة، إنما شاقة لا يعرف معاناتها إلا مزارعو الورد. فالورد الطائفي رغم نضارته، ورائحته المنفردة، ولونه الجذاب فهو لا يخلو من الشوك. «عكاظ» وقفت على أحد مصانع الورد وشاهدت عملية قطفه، وطبخه وتقطيره، والتقت بأحد خبراء الورد الطائفي من عائلة الكمال الذين توارثوها أبا عن جد، حيث يقول خالد كمال: البداية تكون بقطف الورد في الصباح بالطريقة التقليدية يدويا قبل شروق الشمس، وجنيه وجلبه إلى المعمل، وبعدها يتم وضعه في القدور النحاسية بمعدل 25 ألف وردة في كل قدر، ويغلق القدر بشكل محكم ويتم إشعال النار عليه بدرجة محددة لنحو 14 ساعة، وتمتد الماسورة الى التكثيف، وتبدأ مرحلة التقطير، حيث ينزل في البداية ماء العروس، ومعه الزيت (دهن الورد) الذي يطفو على أعلى القنينة، ويتم شفطه عن طريق الإبر أو القطارات لتنتج منه تولة الورد الطائفي، مشيرا إلى أن سعر التولة هذا العام لم يختلف عن العام الماضي حيث تتراوح أسعارها من 1500 إلى 1800 ريال للتولة الواحدة، على الرغم من أن سعر ثمر الورد انخفض عن العام الماضي حيث تباع ألف وردة هذا العام ب50 ريالا، بعد أن كانت ب70 ريالا العام الماضي، ولكن تكلفة العمالة وغيرها ساهمت في بقاء هذا السعر لتولة الورد الطائفي، مشيرا إلى أنه في حالة وفرة المحصول من الورد الطائفي يكون إنتاج العطر حوالي 20 ألف تولة سنويا لجميع معامل الطائف. وعن كيفية تمييز الورد الطائفي عن غيره، قال كمال «هو نخب واحد، و(الأصلي) يعرف بهدوء الرائحة، واللون يميل إلى الإخضرار غير القاتم، ولو وضعته على قماش لا يبقع.