في الوقت الذي لا تزال فيه البيئة المدرسية في معظم المدارس مفتقرة لمبادئ التشويق والإثارة ، ورهينة للروتين الرتيب في الأداء ، إلا أن مدرسة عتاب بن أسيد الإبتدائية بأبها استطاعت وبجهود ذاتية إلى توفير جاذبة لطلابها ، بهدف تحبيبهم في المدرسة ، وبما ينعكس إيجابا على مستواهم الدراسي . وأوضح مدير المدرسة الأستاذ مشبب البشري أن منسوبي المدرسة وضعوا هدف الوصول إلى المدرسة الجاذبة نصب أعينهم ، ليتم من خلاله تحقيق العملية التربوية والتعليمية بكافة أهدافها ، في جو من البهجة والأمن النفسي ، والعاطفي ، وأن يكون بمقدور الطلاب التعلم في بيئة جاذبة ، وممتعة ، وثمن الدور الايجابي والتفاعل المنقطع النظير من قبل زملائه المعلمين لإنجاح فكرة تطوير بعض الفصول في المدرسة مبتدئين بالصف الأول الابتدائي ، من خلال جعل كل فصل مكانا مناسبا لتلقي المعلومات الدراسية في جو مريح يعيش فيه الأطفال الصغار بهدوء وطمأنينة ، ويجدون الألوان الجاذبة الموزعة بطرق ممتعة متداخلة مع الصور البيئية ،وحضور للشخصيات الكرتونية المحببة لديهم ، إلى جانب عرض الحروف والأرقام واستخدام المعلم للمتوفر من الوسائل التقنية لإيصال المعلومة للتلاميذ بكل يسر وسهولة ، ولفت البشري إلى أن المدرسة بصدد التوسع في تعميم الفكرة على بقية الفصول الدراسية من خلال خطة زمنية تم إعدادها لهذا الغرض وحول الفكرة التطويرية للفصل الأول الابتدائي والذي ينقسم إلى ثلاث شعب دراسية قال الأستاذ سعيد بن علي الأحمري معلم الصف الأول (أ) : إن التجربة كانت استمرارا لتجربة سابقة في المدرسة ، وقد حققت النتائج المؤملة منها بكل نجاح ، وتنبع الفكرة من الرغبة في الخروج عن المألوف للفصل الدراسي الصامت إلى الفصل التفاعلي المبهج .بدوره أكد الأستاذ خالد سعيد الشهري معلم الصف الأول (ب) أنهم حرصوا على تغيير الشكل العام للفصل الدراسي ، وأن الفكرة انبثقت من خلال الجمع بين الفائدة والتسلية ، مع الحرص على خدمة المادة العلمية ، وقد حوت الفكرة التطويرية إضافات تتواكب مع ما يُدركه الطفل ويجذبه ، كالرسوم لبعض الشخصيات الكرتونية المعروفة والمحببة لديهم ، إلى جانب المناظر الطبيعية ذات العلاقة بمادة العلوم متضمنة الجبال والغابات والأنهار ، كما حوت أبراز الحروف بأشكالها المجردة والمتعددة داخل الكلمة بأساليب جذابة تسترعي انتباه الأطفال في الفصل الدراسي ، و أشار الشهري إلى أنهم لم يغفلوا في خطتهم التطويرية جانب المهارات الأساسية في بعض الحروف كحروف المد والتاء المفتوحة والمربوطة وأل القمرية وأل الشمسية ، إلى جانب الأرقام التي عرضت في رسومات ورود من الواحد إلى العشرة بشكل جذاب وممتع . أما الأستاذ فيصل القحطاني معلم الفصل الأول (ج ) فلفت إلى أن فكرة تطوير الصف الدراسي جاءت لمواكبة عملية تطوير التعليم وتطوير المنهج مواكبة لمتطلبات العصر الحديث مما يتناسب والمستوى العام للطلاب ، وحرصا على خلق بيئة صفية مناسبة ، وفيما يخص الهدف العام من العملية التطويرية للفصل الدراسي قال القحطاني : إن التغيير للبيئة الصفية وتطويرها كان الهدف الأسمى لتظهر بشكل جاذب يؤتي ثماره وينعكس إيجابا على العملية التعليمية والتربوية ، ويساعد على التحصيل العلمي بما يتناسب مع المناهج المطورة . وحول الأثر العائد من الفكرة التطويرية للفصول على الطلاب وعلى مستواهم التعليمي أشار القحطاني إلى أنه لمس تأثيرا جيدا على مستوى تحصيل الطلاب ، وتفاعلهم ، كما دفعتهم إلى المحافظة على نظافة الفصل ومرافق المدرسة . وناشدت أسرة المدرسة المسؤولين في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة ، إلى تلبية احتياجات المدرسة ودعمها ، لتطوير فكرة الفصول الجاذبة .