"اطمئنوا.. لدي ما يكفيني ليومين قادمين".. هذه إجابة الشمري الذي عثر عليه ظهر اليوم في منطقة تسمى (خب الطير) تبعد 4 كم عن قرية نقذه شمال شرق حائل.. مفقود حائل الذي توارى عن الأنظار منذ أربعة أيام كان في رحلة برية قاصدا منطقة وصفها أحد الأصدقاء له، وكانت بحوزته مؤونة تكفي لستة أيام، استهلك منها وأفرد أسرته بمعدل أربعة أيام، وتبقى يومان. الشمري كان متفائلا بالعثور عليه حيا، ويقول إن أكثر ما كان يؤرقه مصير النساء اللاتي معه (زوجة وخادمتان)، وظل يمني النفس ويدعو بالفرج حتى ساق الله له من يخلصه من المصير المجهول. المواطن المفقود ظهر متماسكا حال العثور عليه، وأكد بأنه ما زال قويا وقادرا على الصمود في هذه الصحراء القاحلة، وأصر على العودة مع ابنائه الذين حضروا إلى المكان الذي علق فيه بمركبته في منطقة صحراوية، رافضا العودة بطائرة تابعة للدفاع المدني. خلف قصة العثور على الشمري يقف مدير وحارس مدرسة تقع بالقرب من المكان الذي انقطع فيه، ويكشف مذري عبيد الشمري (مدير المدرسة) وتايب راضي الشمري (حارس) أن مهمة البحث عن الشمري المفقود لم تستهلك الكثير من الوقت، وذكر مذري الشمري في اتصال هاتفي مع (الجزيرة أونلاين) أنه علم بأمر المواطن المفقود اليوم من جهاز الكنود، وانطلق وزميله بعد نهاية اليوم الدراسي حيث أغلقا المدرسة عند ال 12 ظهرا، وأخذا يبحثان عن العائلة المفقودة، وتم العثور عليها، وفي تلك الأثناء نفدت البطارية الخاصة بالجهاز فاضطرا لشحنها، والاتصال فورا بالدفاع المدني وأبناء المفقود عند الثالثة عصرا، والذين حضروا في الحال. وأبان مدير المدرسة أن المنطقة التي عثروا فيها على العائلة نائية ووعرة، وعثر على السيارة متوقفة عن الحركة بسبب الرمال التي غاصت فيها. يشار إلى أن فرق الدفاع المدني وذوي العائلة المفقودة بحثوا عنهم منذ ثلاثة أيام، وذلك بعد تلقى غرفة العلميات بالدفاع المدني بلاغا من ابن المفقود الشمري يوضح فيه بأن اتصاله بوالده انقطع دون تحديد موقفه، وأن هاتفه ظل مغلقا طوال يومين، مما رجح إمكانية فقده نظرا لصعوبة تضاريس المنطقة التي قصدها، وهو ما استدعي تحرك طائرة للدفاع المدني للبحث عنه إلى جانب الفرق الميدانية.