لجأت مواطنة سعودية (م ن) للحرم المكي الشريف منذ عدة أسابيع، هربا من زوجها المدمن وخوفا على ابنتها القاصر، والتي عقد والدها قرانها على رجل خمسيني رغما عنها. وقالت المواطنة (للجزيرة أونلاين) "منذ سنوات طويلة كنت أتعرض مع بناتي للضرب والإيذاء من قبل زوجي، كما أننا نتنقل بشكل دائم بسبب الحاجة وعدم قدرته على دفع الإيجار، ولكن منذ مدة قام بتزويج ابنتي التي لم تصل لسن السادسة عشرة من رجل خمسيني دون موافقتها، وقد صبرت أملا في أن تتقبل ابنتي الأمر ولكنها ترفض ذلك بشدة، وفي آخر مرة حدثت المشكلة قام بطردنا من المنزل، وبعدها بعدة أيام خرج من المنزل هو أيضا (خروج حج)، وهو الآن يطالبنا بالعودة لبيت زوج البنت، فهو يسكن عنده، ولكن أملي أن أجد سكناً لي ولبناتي، نحيا فيه حياة كريمة بعيدا عن أذى زوجي". وعن وضع زوجها المادي والنفسي والاجتماعي تقول المواطنة (م ن) إن زوجها مريض نفسي وبحوزتها أوراق تثبت ذلك، كما أنه لا دخل ثابت لديه، وهم دائمو التنقل، مما أدى لتأخر بناتها دراسيا. وتؤكد أن زوجها يتعاطى الحبوب المخدرة وهذا ما زاد حالته سوءا، وقد رفعت في المحكمة طلب فسخ نكاح لابنتها القاصر، ولكن عدم حضور الخصم لكل جلسة يؤدي لتأجيلها. وعن الجهات الخيرية ودورها في حل مشكلتها قالت إنها طرقت أبوب العديد من الجهات رغم صعوبة المواصلات دون جدوى، وتقول "ذهبت مرارا لجمعية حقوق الإنسان بمكة، وقد عبأت الطلب في القسم النسائي وحاولت التحدث للإدارة الرجالية أملا في سرعة حل مشكلتي، ولكن أحد المسؤولين قام بطردي ومعاملتي بأسلوب غير لائق، ونحن لولا الحاجة وسكننا في الشارع ما لجأنا إليهم. وتضيف وقد ملأت الدموع عينيها "لم أحصل على سكن حتى الآن رغم ترددي على الجمعيات الخيرية، وكل ما يستطيعونه هو كيس من الارز، وأنا لا حاجة لي بالأرز طالما أنا أسكن الحرم، لقد تعبت وتعبت بناتي من هذا الحال، والحرم الآن شديد الزحام وقد خوفني أقاربي من انتشار مرض هذه الأيام وهذا ما زاد معاناتي، كما أنني لا أستطيع السكن عند الأقارب بشكل دائم، فأنا أتردد عليهم من وقت لآخر، لقد حصلت على نصف ايجار شقة 7000 ريال عن طريق مسؤولة بجمعية أم القرى الخيرية، ولكن لم أٍستطع توفير الباقي حتى الآن، وكلي أمل أن أجد من يساعدني ويساعد بناتي".