نقلت مصادر صحفية مختلفة اليوم جانباً من اعترافات الوافدين اليمنيين اللذين يشتبه بتورط أحدهما في مقتل الفتاة الفرنسية من أصل جزائري في مكة عقب سقوطها من سطح فندق في ظروف غامضة. وفيما أكد الوافد اليمني المشتبه به أن الفتاة هي من طلبت منه أن يتعشيا سوياً في غرفته في الفندق قبل أن تلقي بنفسها من السطح وتفارق الحياة, أوضح الوافد اليمني الآخر أنه فوجيء بصديقه يجلس مع الفتاة في غرفته ب"ملابس داخلية" فقط أثناء بحث والدها (بالتبني) عنها في أروقة الفندق. وقالت صحيفة المدينة السعودية إن رجال التحقيقات واجهوا المشتبه به بكون الفتاة لا تتحدث اللغة العربية لكنه لم يقدم أي تبريرات لذلك, فيما نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مصدر وصفته بالمطلع أن الوافد اليمني الآخر ويدعى "جلال" سمع أثناء تواجده في استقبال الفندق عن اختفاء الفتاة مما دفعه للبحث عنها، وعند صعوده للطابق العلوي تفاجأ بوجودها لدى المشتبه به "عمار". وأفاد المصدر ذاته أن جلال ذكر لرجال التحقيق أنه تفاجأ بجلوس عمار بالملابس الداخلية وبجانبه الفتاة وهي تلبس بنطالا وفانيلة، ودخل معه في جدال واسع مطالبا بضرورة إخراج الفتاة، إذ أن ذويها يبحثون عنها. وذكر المصدر أن جلال قال في التحقيقات إن عمار طلب منه عدم التدخل وعدم الإفصاح عن مكانها، مما دفع جلال للدخول في مشاجرة مع عمار من أجل تسليم الفتاة لذويها، وخلال تطور الشجار طالب عمار من الفتاة مغادرة الغرفة هروبا من ذويها قبل مجيئهم والعثور عليها عنده. وأضاف المصدر أن جلال نزل إلى بهو الفندق تاركا عمار في غرفته ووجد ولي الفتاة ومسؤول الاستقبال في حديث مع عامل آسيوي يبلغ عن سقوط فتاة في سطح الفندق المجاور، وخلال ذلك أبلغ جلال إدارة الفندق بأن الفتاة لدى العامل عمار في الطابق العلوي. وأفاد المصدر أن ولي الفتاة وعددا من أقاربه صعدوا إلى سطح الفندق المجاور ووجدا الفتاة ملقية على الأرض مما دفع الجميع إلى الإبلاغ عن الحادثة، وعلى الفور باشرت أجهزة الأمن الموقع وقبض على اليمنيين عمار وجلال، إضافة إلى بنجلاديشيين كانا في مهمة إصلاح عطب أصاب الطبق الهوائي في سطح الفندق. من جهته، قال الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان: «فريق التحقيق الجنائي في الشرطة حقق مع كافة المقبوض عليهم، وقد تم تسليم ملف الحادثة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ممثلة في دائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس». إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة أنه من المتوقع تحويل المتورطين في مقتل الفتاة الجزائرية إلى المحكمة العامة في مكةالمكرمة خلال الأسبوع الجاري لتصديق اعترافاتهم شرعا. وكان من المقرر أن تغادر الفتاة صبيحة الحادث مع بعثة العمرة الجزائرية، وهي مقيمة في مرسيليا في فرنسا وولدت في عام 1995م وتدرس في المرحلة الثانوية السنة أولى. وبحسب المصادر فإن الفتاة متفوقة في دراستها، إذ أنها كانت تأمل في أن تتخرج مستقبلا كطبيبة، مشيرة إلى أن الفتاة لم تلتق بوالدها منذ عشر سنوات وتقيم مع والدتها بعد مغادرتها الجزائر وهي في الخامسة من عمرها.