الشباب هم الجيل الواعد وأمل المستقبل، أمل الأمة التي تعول عليهم الكثير،، ولكن هل يعدون أنفسهم للمهام الجليلة التي تنتظرهم ،، تبدو الإجابة صعبة بعض الشيء! كثير من الشباب وبدواعي التطور ومواكبة الجديد تغيروا ونسوا لباسهم الوطني وارتدوا غيره ، وغيروا أشكالهم حتى أصبحوا غرباء فقدوا هويتهم . فالكدش يعلو رؤوسهم والسلاسل تزدحم فوق قمصانهم !لما فعلوا ذلك ؟ولما تغير شبابنا ؟ لماذا توجهوا للكدش والسلاسل ؟ من المسئول عن ضياع الهوية الوطنية ؟ يعتبر (عادل محمد) الكدش موضة عالمية وكل الشباب يحبونها ويقلدونها ويقول: لم لا نقلدها وكثير من الشباب يسابقون بعضهم البعض فيها وأنا أحب شكلي وكثيرين يبدون إعجابهم بشكلي الكدش حيث أرغب ان أكون مميزا عن غيري . ومن جانبه يرى(رامي) أن اللباس الوطني ((مو)) عملي ويوضح وجهة نظره: الناس كلها تلبس البنطلون الجينز لأنه عملي أكثر وفيه موديلات متعددة تجذب الشباب مثل طيحني وغيره . ويضيف: نحن كشباب نحب التغيير ولذلك نرغب بالأزياء الغريبة ونحرص على ارتدائها بينما اللباس الوطني نتركه للمناسبات أو الأعياد . ويستعرض (سامي) تجربته مع ارتداء السلاسل المعدنية ويؤكد انه لم يكن يعرفها وكان يراها مع أصدقائه وأمام إلحاحهم وإعجابه بهم بدأ يقلدهم ويرى أنها تتناسب مع ملابسه وتعطيها منظرا أجمل وأكثر أناقة . ويعارض (محمد علي) هذه المناظر التي يراها من قبل الشباب ويقول: من المؤلم أن ترى شابا من بلدك وشكله غريب . ويضيف: الكدش عمل مشوه لشكل الشاب ،وكل هذه الأشكال هي نتيجة التقليد الأعمى للغرب وتسبب في ضياع الهوية والانتماء . ويستغرب( عبد الله ناصر) قيام شاب مسلم بارتداء ملابس خليعة وغير محتشمة ويعتبر ذلك من الأشياء الدخيلة على الدين والمجتمع . وللوقوف على أبعاد هذه الظاهرة وأسبابها يؤكد الأخصائي الاجتماعي نايف السبيعي ان العوامل المسببة لتقليد شبابنا للغرب متعددة ومنها : . ضعف الوازع الديني وحب التقليد سواء للغرب أو غير ذلك وضعف مراقبة الوالدين . وأصدقاء السوء .والبحث عن التميز دون النظر الى شكل هذا التقليد .و العيش لفترة قصيرة أو طويلة في بلاد الغرب . ويعدد السبيعي الأضرار الناتجة عن تقليد الشباب للغرب ومن أهمها إدخال ثقافة غير مرغوبة ومع مرور الوقت تصبح عادة يتخذها المجتمع . وقال: ليس لغياب القدوة الأثر الكبير في حب التقليد لدى الشباب, بل غياب من يتحدث مع الشباب ومعرفة الأسباب التي جعلت هذا الشاب يحب أزياء الشباب الغربي, ومن الواجب علينا التحدث معه وتغيير هذه الأفكار إلى أفكار تناسب طبيعة عمره خصوصا أن النسبة الأعلى من هذه الفئة العمرية هم من المراهقين, فالتحدث معهم أفضل الطرق للتغيير من سلوكياتهم, وأسلوب التنفير ليس هو الأسلوب الأفضل للتغيير, بل تجعلهم أكثر اصراراً على هذا السلوك .